"قسد" ترفض نزع السلاح وتطرح بديلاً

سامر الخطيب

2025.07.23 - 11:21
Facebook Share
طباعة

 في موقف يعكس تصاعد التوترات داخل المشهد السوري، أكدت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) رفضها القاطع لتسليم سلاحها في ظل ما وصفته بـ"الظروف الأمنية الخطيرة" في جنوب البلاد وعودة نشاط تنظيم داعش. التصريحات جاءت على لسان المتحدث العسكري باسم "قسد"، أبجر داود، الذي شدد على أن أي اندماج محتمل مع الجيش السوري يجب أن يتم وفق اتفاق قانوني ودستوري يضمن خصوصية وهيكلية القوات الكردية ضمن المؤسسة العسكرية السورية.


وفي حديث صحفي، نفى داود صحة التقارير التي تحدثت عن مهلة زمنية حددتها الولايات المتحدة وتركيا لإنهاء اندماج "قسد" ضمن الحكومة السورية، واصفاً إياها بـ"غير الواقعية في ظل تصاعد التهديدات الأمنية". وأوضح أن قواته لا يمكن أن تتخلى عن السلاح بينما تزداد حدة المواجهات وتعود تهديدات "داعش" إلى الواجهة.


تنسيق عملياتي مع دمشق
رغم الخلافات السياسية القائمة، كشف داود عن وجود "تنسيق عملياتي على أعلى المستويات" بين "قسد" والحكومة السورية، مؤكداً أن هذا التنسيق مستمر منذ سقوط النظام، ولم يشهد أي صدام مباشر خلال الأشهر الماضية. وأضاف: "لسنا في حالة عداء مع أي جهة، لكننا سنواصل الدفاع عن شعبنا في كل منطقة نتواجد فيها".


كما أشار إلى أن لقاء قائد "قسد"، مظلوم عبدي، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، جرى في أجواء إيجابية، وأن اجتماعات مستقبلية ستُعقد مع الحكومة السورية لمتابعة النقاط العالقة وبحث إمكانية التفاهم حول شكل العلاقة المؤسسية مستقبلاً.


خيارات أميركية على الطاولة
في المقابل، نقل موقع ميدل إيست آي عن مصادر مطلعة أن واشنطن وأنقرة أعربتا عن استيائهما من "تباطؤ" قسد في تنفيذ اتفاق الاندماج، وأن مسؤولين من البلدين أمهلوا "قسد" 30 يوماً لإتمام خطوات الانضمام إلى الحكومة السورية. وبحسب المصادر، فإن الحكومة السورية لا تنوي دمج جميع الوحدات المسلحة التابعة لـ"قسد"، ولا سيما "وحدات حماية المرأة"، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، ما يعقّد فرص التفاهم.


وأشارت التسريبات إلى أن خطة الدمج التي وُقعت في مارس الماضي بين مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، نصّت على إدماج كامل الوكالات التابعة لـ"قسد" ضمن الهيكل الرسمي للحكومة. غير أن تنفيذ الاتفاق اصطدم بطلبات من الجانب الكردي تتعلق بالحكم الذاتي، ورفض الاندماج تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، مع إصرار "قسد" على الحفاظ على قيادة مستقلة ضمن هيكل الجيش.


تحذيرات أميركية من فشل الاتفاق
في ختام سلسلة اللقاءات، حذّر المبعوث الأميركي توم براك من أن واشنطن "لن تبقى طرفاً مراقباً إلى الأبد"، مشيراً إلى أن فشل الطرفين في الوصول إلى اتفاق قد يدفع الولايات المتحدة إلى مراجعة مواقفها و"النظر في خيارات بديلة". كما جدد موقف بلاده الرافض لأي مطالب انفصالية، مشدداً على دعم "سوريا موحدة بجيش واحد".


في ظل هذا الواقع المعقد، يبقى مصير العلاقة بين "قسد" والحكومة السورية معلقاً على خيط من التفاهمات السياسية والأمنية، في وقت تزداد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لتوحيد الصفوف في مواجهة المخاطر الأمنية المشتركة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10