كشفت مصادر أمريكية لموقع "أكسيوس" عن نية الولايات المتحدة عقد اجتماع أمني ثلاثي، يضم مسؤولين رفيعي المستوى من سوريا وإسرائيل والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى تفاهمات حول التوترات المتصاعدة في جنوبي سوريا. ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع، الذي وصف بالحساس والاستثنائي، يوم الخميس المقبل، وسط تكتم حول مكان انعقاده، مع ترجيحات بعقده في العاصمة الأذربيجانية باكو، حيث سبق أن استضافت لقاءات مماثلة.
وسيرأس الاجتماع السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، الذي لعب دور الوسيط بين الأطراف خلال الأسابيع الأخيرة. ويأتي هذا التحرك الأمريكي في ظل سعي واشنطن لاحتواء التصعيد الإسرائيلي المتكرر داخل الأراضي السورية، والبحث عن آلية دائمة للتنسيق بين دمشق وتل أبيب لمنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.
وتركز المحادثات المرتقبة، وفق ما نقلته "أكسيوس"، على صياغة تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سوريا، بما يشمل التنسيق الميداني، وتجنب الاحتكاك العسكري المباشر، لا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي طال أكثر من 160 موقعاً في أربع محافظات سورية، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.
بدورها، أكدت قناة "العربية" أن هناك عودة تدريجية للتواصل الأمني بين النظام السوري وإسرائيل، تحت إشراف أمريكي تركي. ونقلت عن مصادر أن أنقرة تلعب دوراً تنسيقياً في هذا الملف، وأن مباحثات جرت بين تركيا وسوريا حول ملفات أمنية حساسة، منها وضع "قسد"، والأقليات الدرزية والعلوية، والحدود الجنوبية.
وفي هذا السياق، ذكرت القناة أن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى أذربيجان لاستكمال التفاهمات الأمنية، في حين تبدي إسرائيل تمسكاً بمطالبها، وعلى رأسها إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، وضمان وجود دائم في المناطق العازلة على خط وقف إطلاق النار لعام 1974.
على الرغم من هذا الحراك، إلا أن إسرائيل لم تقدم أي التزام بوقف هجماتها داخل سوريا، وتواصل تقديم ذريعة "حماية الدروز" لتبرير عملياتها العسكرية، وهو ما ترفضه دمشق، معتبرة إياه انتهاكاً سافراً لسيادتها ومحاولة لفرض واقع أمني جديد يخدم مصالح إسرائيل.
ويُنظر إلى الاجتماع المرتقب كفرصة نادرة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك في الجنوب السوري، خصوصاً مع تداخل مصالح الأطراف الثلاثة، والتدخل النشط من قبل قوى إقليمية، أبرزها تركيا، التي تسعى لتقريب وجهات النظر وضمان استقرار حدودها الجنوبية.