ضربات إسرائيل في سوريا تُربك البيت الأبيض

وكالة أنباء آسيا

2025.07.22 - 11:41
Facebook Share
طباعة

 كشفت تصريحات رسمية صدرت عن البيت الأبيض عن حالة من الاستياء لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، في تطور نادر يعكس تباينًا في المواقف بين الحليفين التقليديين، واشنطن وتل أبيب.

وأعرب الرئيس ترامب، بحسب ما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن "تفاجئه وعدم رضاه" إزاء القصف الإسرائيلي في سوريا، وكذلك استهداف كنيسة كاثوليكية في غزة. وأشارت ليفيت إلى أن الرئيس تحرّك بسرعة فور اطلاعه على هذه التطورات، حيث أجرى اتصالاً مباشرًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثّه على "تصحيح الوضع".

رغم ما وصفته ليفيت بـ"علاقة العمل الجيدة" بين الرئيس الأميركي ونتنياهو، فإن هذه التصريحات تؤشر إلى وجود فتور أو اختلاف في وجهات النظر، خاصة فيما يتعلق بتوقيت التحركات العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها على توازنات المنطقة.

في هذا السياق، سُجل أيضاً دخول لافت لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي تحرك دبلوماسيًا في محاولة لخفض التصعيد، خصوصًا فيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي على سوريا، والذي وصفته الإدارة الأميركية بأنه "غير منسق ويزيد المشهد تعقيدًا".

وبحسب تصريحات المبعوث الأميركي إلى سوريا، فإن الضربات الإسرائيلية جاءت في وقت حساس، مع اندلاع اشتباكات محلية جنوب العاصمة دمشق، واعتبار إسرائيل أن تلك المنطقة تشكل تهديدًا محتملاً لأمنها. وأضاف أن إسرائيل كانت تتوقع من الحكومة السورية الجديدة التنسيق المسبق في ما يخص التحركات العسكرية، وهو ما لم يحدث.

وعن خلفية هذه التطورات، قال المبعوث الأميركي إن الاتفاق المعلن لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل يقتصر فقط على المواجهات في محافظة السويداء، ولا يمتد إلى قضايا أوسع، مثل مطلب إسرائيل بجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح بالكامل.

وفي سياق المفاوضات الأخيرة، أوضح أن الجانبين – السوري والإسرائيلي – بذلا جهودًا للوصول إلى تفاهمات محدودة حول تحركات القوات والمعدات بين دمشق والسويداء، لكن التصعيد المفاجئ أربك المشهد الميداني.

وأكد المبعوث أن مسألة ما إذا كان لإسرائيل الحق في التدخل عسكريًا داخل أراضي دولة ذات سيادة تبقى موضع جدل سياسي وأخلاقي، موضحًا أن "إسرائيل تفضل غالبًا بقاء سوريا ضعيفة ومجزأة على أن تكون دولة موحدة قوية".

وفي إشارة إلى التوازنات الإقليمية، أضاف أن الدول العربية القوية تُعتبر مصدر قلق أمني بالنسبة لإسرائيل، لكن في المقابل، فإن الأقليات داخل سوريا بدأت تدرك أن البقاء تحت مظلة دولة مركزية، ولو كانت ضعيفة، هو خيار أكثر أمانًا واستقرارًا من الانخراط في مشاريع التقسيم والفوضى.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد توترًا متزايدًا في الجنوب السوري، في ظل نزاعات محلية متفجرة، وتصعيد عسكري إسرائيلي، ومساعٍ أميركية لحصر التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3