ما حقيقة المساعدات الفاسدة في السويداء؟

2025.07.22 - 10:46
Facebook Share
طباعة

 نفت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بشكل قاطع الاتهامات التي وُجّهت إليها بشأن توزيع مواد غذائية منتهية الصلاحية في محافظة السويداء، داعية إلى ضرورة التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها، وخاصة في ظل الظروف الإنسانية الحساسة التي تمر بها البلاد.

جاء هذا الرد بعد أن انتشرت مقاطع مصوّرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر مواد إغاثية منتهية الصلاحية، زُعم أنها وُزعت ضمن قافلة مساعدات إنسانية دخلت المحافظة مؤخرًا. وقد أثارت هذه المقاطع موجة من الغضب الشعبي، وترافقت مع مطالبات بفتح تحقيق فوري حول ما وصفه البعض بـ"فضيحة إنسانية" تمس صحة وكرامة المستفيدين من المساعدات.

الناشطون الذين تداولوا المقاطع اتهموا فرع الهلال الأحمر بالإهمال والتقصير، معتبرين أن هذه الحادثة تمثل خطرًا على أرواح السكان وتشوّه العمل الإنساني، الذي يجب أن يظل، بحسب تعبيرهم، بعيدًا عن الأخطاء الفادحة والممارسات المسيئة.

في المقابل، أوضح الهلال الأحمر، في بيان رسمي صدر يوم الإثنين، أن المواد التي ظهرت في المقاطع لم تكن ضمن الشحنة الموزعة حديثًا، بل كانت مخزّنة في أحد المستودعات بمدينة السويداء، وقد تم فرزها مسبقًا كمواد منتهية الصلاحية ومخصصة للإتلاف. وأشار البيان إلى أن مجموعة من الأشخاص اقتحمت المستودع بشكل غير قانوني وقامت بتصوير المواد بطريقة تفتقر للسياق والموضوعية.

وأكدت المنظمة أن القافلة الإغاثية التي وصلت إلى السويداء بتاريخ الأحد 20 تموز، جرى فحص محتوياتها بدقة قبل التوزيع، ولم تتضمن أي مواد غير صالحة للاستهلاك. كما شددت على أن الهلال الأحمر يعمل بشفافية تامة وبالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة، ويولي اهتمامًا كبيرًا لجودة وسلامة المساعدات المُقدمة للمتضررين.

ودعت المنظمة المواطنين ووسائل الإعلام إلى توخي الدقة والمسؤولية في تداول المعلومات، خاصة تلك التي قد تؤدي إلى إثارة الذعر أو تقويض ثقة الناس بالمؤسسات الإنسانية، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التضامن والمصداقية.

الهلال الأحمر العربي السوري، الذي لطالما كان في طليعة الاستجابة الإنسانية للأزمات المتلاحقة في البلاد، جدّد التزامه بمواصلة تقديم الدعم والمساعدة لكل من يحتاج، دون تمييز، مستنكرًا أي محاولة لتشويه صورته أو التقليل من أهمية الجهود الجبارة التي يبذلها آلاف المتطوعين والعاملين في الميدان.

وفي الختام، أكدت المنظمة أن أبوابها مفتوحة لأي جهة رقابية أو إعلامية ترغب في التحقق من الوقائع على الأرض، مشددة على أن العمل الإغاثي يجب أن يبقى أداة لخدمة الإنسان، لا مادة للتأويل أو الابتزاز الإعلامي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2