باراك في بيروت رسول الحرب ام السلام

2025.07.21 - 09:01
Facebook Share
طباعة

وصل الموفد الأميركي إلى لبنان وسوريا، توماس برّاك، إلى بيروت أمس في زيارة مباغتة، قدّم موعدها ثلاثة أيام عن الجدول المقرر، وهي الثالثة له منذ تسلمه مهامه خلفاً لمورغان أورتاغوس. وتشير أوساط سياسية إلى أن هذه الخطوة تعكس رغبة واشنطن في تسريع النقاش مع القيادات اللبنانية حول الملاحظات الأميركية الأخيرة المتعلقة بسلاح حزب الله ومستقبل التوازن الداخلي.


برّاك، الذي سيبدأ لقاءاته اليوم مع الرؤساء الثلاثة، يأتي محمّلاً برسائل واضحة حول ضرورة الاتفاق على إطار عملي وجدول زمني لمعالجة ملف السلاح، وهو الموضوع الذي لطالما شدد عليه في زياراته السابقة. تزامن الزيارة مع أحداث السويداء الأخيرة أضفى عليها بعداً إضافياً، إذ ولّد لدى القوى اللبنانية، بما فيها خصوم حزب الله، شعوراً بأن غياب استراتيجية دفاعية واضحة قد يترك لبنان مكشوفاً أمام أي اضطرابات إقليمية مماثلة.


رئيس الجمهورية، جوزاف عون، بدا أكثر ارتياحاً عشية وصول برّاك، خصوصاً بعد التطورات السورية التي اعتبرها مؤشراً داعماً لموقف لبنان في مطالبته بضمانات دولية واضحة، خاصة وأن إسرائيل لم تلتزم في السابق بتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، ما يجعل ملف الضمانات عنصراً أساسياً في أي مفاوضات. ومن المنتظر أن يشرح عون للموفد الأميركي تعقيدات الملف الأمني، وربطه بالاعتداءات الإسرائيلية واستمرار احتلال بعض الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن أي بحث في سحب السلاح يجب أن يقترن أولاً بوقف الخروقات وتسوية الملفات العالقة، وصولاً إلى حوار داخلي حول استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتؤكد الالتزام بالقرار 1701.


زيارة برّاك هذه المرة تحمل جدول أعمال مكثفاً، إذ من المتوقع أن يلتقي عدداً من الوزراء في عشاء تقيمه السفارة الأميركية، ويعقد لقاءات أخرى مع شخصيات سياسية، من بينها مأدبة عشاء ينظمها النائب فؤاد مخزومي. وتترقب الأوساط السياسية مضمون الرسائل التي سيحملها برّاك، خصوصاً في ما يتعلق بمطالب واشنطن حول حصرية السلاح والضمانات التي تطلبها إسرائيل.


في المقابل، تشهد الساحة اللبنانية جهوداً مكثفة لمنع ارتدادات أحداث السويداء على الداخل، إذ عُقد اجتماع أمني في قصر بعبدا لمناقشة التداعيات وإمكانية تسلل الفوضى، إلى جانب ملف الموقوفين السوريين المطلوبين من دمشق. كما شهدت الساحة السياسية سلسلة مبادرات لاحتواء التوتر الطائفي، بينها لقاءات لرؤساء الحكومات السابقين مع وليد جنبلاط، واتصالات واسعة أجراها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع مشايخ طائفة الموحّدين الدروز.


وفي السياق نفسه، التقى وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط ومشايخ راشيا بوفد من العشائر العربية في دار إفتاء البقاع، حيث أكد النائب وائل أبو فاعور على رفض أي محاولات لزرع الفتنة بين العشائر العربية وبني معروف، مشدداً على أن الموقف الموحد يمكن أن يساهم في تخفيف التوتر ليس فقط في لبنان، بل أيضاً في المشهد السوري. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2