نزوح وحرائق وخرق للتفاهمات في السويداء

2025.07.16 - 12:02
Facebook Share
طباعة

 أعلنت فرق الدفاع المدني السوري أنها قامت بإجلاء نحو 30 عائلة من عدة مناطق في السويداء، أبرزها مدينة السويداء وبلدة المزرعة وقرية لبين، وذلك في الفترة الممتدة من صباح الإثنين وحتى مساء الثلاثاء. وقد اختارت العائلات وجهاتها الخاصة للجوء، بعيداً عن مناطق الاشتباكات التي أصبحت تشكل خطراً مباشراً على المدنيين.

وأكدت الفرق الميدانية أن عمليات الإجلاء جرت في ظروف صعبة، وسط استمرار العمليات العسكرية والتوتر الأمني، حيث يُسمع دوي الاشتباكات بشكل متواصل، لا سيما في قلب مدينة السويداء. وتشير التقارير المحلية إلى أن حركة النزوح لا تزال مستمرة حتى صباح الأربعاء، مع تدفق مزيد من العائلات نحو مناطق أكثر أماناً داخل المحافظة أو إلى ريف درعا الشرقي.

المشاركة في عمليات الإخلاء لم تقتصر على الدفاع المدني فقط، بل انضمت إليها جهات أخرى منها مجموعات تتبع وزارة الدفاع وقوى الأمن الداخلي، في محاولة للحد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة. كما استجابت الفرق لحرائق اندلعت في منازل وروضة أطفال ومحال تجارية ببلدة المزرعة، نتيجة تصاعد الاشتباكات أو بفعل أعمال تخريب متعمدة.

في موازاة ذلك، تتواصل المعارك بين قوات من الجيش السوري والأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلّحة وُصفت بأنها "خارجة عن القانون" من جهة أخرى، لليوم الرابع على التوالي. وتتركّز هذه الاشتباكات داخل أحياء المدينة، ما يزيد من خطورة الوضع على المدنيين ويعيق جهود الوساطة والتهدئة.

وفي تطور مقلق، تعرضت كنيسة مار ميخائيل في قرية الصورة الكبيرة شمالي السويداء لحريق متعمد، تسبب في أضرار بالغة في هيكلها التاريخي. وأكد سكان القرية أن مجموعة مسلحة أضرمت النيران داخل الكنيسة، في خطوة وصفوها بأنها "رسالة ترهيب" جديدة في سياق استهداف المدنيين، مسيحيين ودروزاً على حد سواء. وقد تمكن الأهالي من إخماد الحريق قبل أن يلتهم المبنى بالكامل، إلا أن الخسائر المادية كانت كبيرة، في ظل غياب الحماية الأمنية.

إزاء هذه التطورات، أصدرت قوى الأمن الداخلي بياناً أعلنت فيه أنها، بالتعاون مع وحدات من وزارة الدفاع، تمكنت من طرد المسلحين من مركز المدينة، وإعادة نوع من الهدوء المؤقت. كما تم الاتفاق، عقب اجتماع موسّع بين القادة الأمنيين وعدد من الوجهاء ورجال الدين، على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة وسحب الآليات العسكرية كجزء من جهود التهدئة.

إلا أن هذه التفاهمات لم تصمد طويلاً، إذ عادت المجموعات المسلحة لمهاجمة عناصر الشرطة في محاولة لخلط الأوراق ونسف جهود التهدئة، ما أعاد المدينة إلى أجواء التوتر مجدداً.

وفي خضم هذا المشهد المعقد، شهدت أجواء الجنوب السوري تحليقاً مكثفاً لطائرات استطلاع إسرائيلية، أعقبتها غارات جوية استهدفت مواقع انتشار القوات السورية داخل محافظة السويداء. وأسفرت هذه الغارات، بحسب مصادر أمنية، عن سقوط عدد من الشهداء في صفوف الجيش وقوى الأمن.

الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وسط محاولات حثيثة تبذلها الجهات الرسمية بالتنسيق مع وجهاء السويداء لاحتواء الموقف، واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة، وضمان عودة الهدوء والاستقرار، لكن الطريق نحو ذلك يبدو محفوفاً بالتعقيدات والمخاطر، في ظل اشتداد التوترات الطائفية والميدانية، وتضاؤل فرص الحلول السلمية في الأفق القريب.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6