الجيش يتدخل في السويداء بعد اعتداءات مسلحة
سامر الخطيب
تشهد محافظة السويداء في الجنوب السوري تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع الأمنية، دفع الحكومة إلى نشر وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي، في محاولة لاحتواء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت مؤخرًا بين فصائل محلية وبعض المجموعات العشائرية في عدد من المناطق، وعلى رأسها حي المقوّس.
وتأتي هذه التطورات بعد سقوط عشرات الضحايا، حيث تجاوز عدد القتلى 30 شخصًا، في حين أُصيب أكثر من 100 آخرين بجروح متفاوتة، وفق حصيلة أولية. وسرعان ما تحولت الاشتباكات إلى مواجهة مفتوحة، وسط تحذيرات من تفاقم العنف وتحوله إلى صراع أهلي واسع النطاق.
السلطات السورية أعلنت بدء تنفيذ عمليات أمنية بالتنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، بهدف فرض الأمن وإعادة الاستقرار، مؤكدة أنها ستلاحق جميع المتورطين في الاعتداءات وتحيلهم إلى القضاء المختص.
وقد تعرضت وحدات الجيش المنتشرة في محيط السويداء لهجمات مباشرة من قبل مجموعات مسلحة، أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة عشرة آخرين، في حين تم تداول مقاطع مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر قيام فصائل محلية باحتجاز عدد من عناصر الجيش، وسط أنباء عن تعرضهم للتعذيب والإهانة، الأمر الذي أثار موجة استياء عارمة لدى الرأي العام السوري.
مصدر في وزارة الدفاع وصف المهاجمين بأنهم "مسلّحون خارجون عن القانون"، مشيرًا إلى أن الهجوم استهدف دوريات كانت تقوم بمهامها في منطقة الثعلة بهدف منع تفاقم الاشتباكات. وأوضح أن هذه الاعتداءات لن تمر دون رد، مؤكدًا استمرار انتشار الوحدات العسكرية في المناطق الملتهبة حتى استعادة الهدوء بشكل كامل.
في المقابل، عبّرت بعض المرجعيات الدينية في المحافظة عن تحفظها تجاه دخول القوات الأمنية، معتبرة أن الحل لا يكون بنشر الجيش بل بالحوار الداخلي، وطالبت بتدخل دولي لحماية المدنيين، متهمة جهات رسمية باستخدام القوة المفرطة والطيران المسيّر لقصف بعض القرى.
ودعت وزارة الداخلية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتعاون مع القوات الأمنية لوقف دوامة العنف، مشددة على أن الدولة لن تتهاون في مواجهة كل من يهدد السلم الأهلي، سواء من الأفراد أو الجماعات.
في ظل هذا المشهد المقلق، تبقى السويداء على فوهة تصعيد أكبر، إذا لم تُبذل جهود حقيقية وسريعة لمعالجة جذور التوتر، وإطلاق مسارات حوار شاملة تُشرك الفعاليات الاجتماعية والأهلية، وتضمن إعادة سلطة الدولة بما يحفظ كرامة وأمن جميع مكونات المجتمع المحلي.
