دراسة : العشق السعودي الاسرائيلي مصلحي وليس عقائديا

كتب امجد اميرالاي – برلين

2025.07.14 - 09:58
Facebook Share
طباعة

اعتبرت دراسة اكاديمية تتضمن تحليلا شاملا لابرز العناوين الواردة في الصحف السعودية وكذا مضمون البرامج التي تبثها الفضائيات السعودية مضافا اليها بحثا معمقا يرصد التصريحات والسياسات السعودية المعلنة اعلاميا وديبلوماسيا لتخرج الدراسة التي نفذها طالب الدكتوراه السوري اكرم الحمصي بالنتائج التي تثبت بان ما نراه من تماهي سعودي اعلامي وسياسي مع الاهداف الاسرائيلية المعلنة ليس عملية تحالف عقائدين بين حليفين بل هو تقاطع صدف انه يتطابق فيما يخص اهداف الطرفين.


فما هي اسباب التطابق؟؟
خلال السنوات الاربعين الماضية لم تقع مواجهة اسرائيلية عربية الا وكانت للمملكة العربية الشقيقة دور في استغلال تلك
المواجهات بمشاريع سياسية تبني على التحالف مع الولايات المتحدة تقاطعا غير مباشر يستفيد من الانجازات الاسرائيلية
لكن السياسات السعودية الاعلامية والديبلوماسية اضحت تبدو في العلن وكانها تتعامل وفق عامل ظاهر وبين وهو ان الحروب الاسرائيلية هي دوما في خدمة المملكة ضد الاعداء المشتركين.


لماذا يحصل ذلك؟؟
انه السبب المصلحي لا اكثر ولا اقل.


أولًا: تغير العقيدة الاستراتيجية السعودية
منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان، جرى إعادة تعريف الأولويات الاستراتيجية للمملكة، فانتقل العداء الأيديولوجي مع إسرائيل إلى مرتبة متأخرة لصالح العداء مع إيران والإسلاميين (الإخوان، حماس، إلخ). وبهذا أصبح الخطاب الإعلامي السعودي يعكس التحالف الضمني أو الصامت مع تل أبيب.


ثانيًا: التطبيع الزاحف والتحضير النفسي للشارع
رغم عدم وجود اتفاق رسمي معلن بين الرياض وتل أبيب، إلا أن الإعلام يُستخدم كأداة تمهيدية للتطبيع، عبر:
استضافة مسؤولين وخبراء إسرائيليين في قنوات سعودية وخليجية.
إبراز القضايا الإيرانية كعدو مشترك.
مهاجمة الفلسطينيين (خاصة حماس) وتقديم إسرائيل كدولة "حديثة" و"تقدّمية".


ثالثًا: تناغم مع السياسات الأميركية
التحولات في الخطاب الإعلامي السعودي تتماشى مع أولويات واشنطن، لا سيما في عهد ترامب سابقًا، ومع إدارة بايدن لاحقًا التي تدفع باتجاه التطبيع الإقليمي. ويبدو أن الإعلام السعودي جزء من ماكينة الضغط السياسي الناعم لإعادة تشكيل تحالفات المنطقة بما يرضي الحليف الأميركي.


رابعًا: استهداف الرواية الفلسطينية والمقاومة

إسرائيل تحرص على تفكيك السردية التقليدية عن "الحق الفلسطيني" عبر أدوات عربية. وفي الإعلام السعودي، يتم أحيانًا تقديم المقاومة كـ:
"عمل إرهابي".
"مغامرة تهدد المدنيين".
أو "واجهة لمشروع إيراني".
وهذا الخطاب يضعف الدعم الشعبي العربي للمقاومة ويمنح إسرائيل شرعية غير مباشرة.


خامسًا: احتواء الجيل الجديد داخل السعودية
الإعلام السعودي الجديد يستهدف فئة الشباب، ويريد أن يفصلهم عن الموروث القومي والإسلامي القديم. ولهذا فإن تقديم إسرائيل كـ"دولة ناجحة"، و"حليف تقني"، و"عدو للأعداء المشتركين" يخدم بناء عقلية جديدة غير معادية لها.
الإعلام السعودي لا "يعشق" إسرائيل حبًا بها، بل يعكس مصالح سياسية واستراتيجية وتحولات في العقيدة الأمنية للمملكة. وتلعب إسرائيل دورًا وظيفيًا في هذا الخطاب كحليف ضد إيران، وكوسيلة لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي بما يخدم الاستقرار الداخلي السعودي والتحالف مع واشنطن. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4