تحركات غير مسبوقة للتحالف في شمال سوريا
سامر الخطيب
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تصاعدًا غير مسبوق في التحركات العسكرية واللوجستية لقوات التحالف الدولي منذ بداية شهر تموز الجاري، في مؤشر واضح على تعزيز الوجود الأميركي وشركائه في المنطقة، ولا سيما في محافظة الحسكة.
ففي غضون أيام قليلة، دخل ما لا يقل عن 134 شاحنة عسكرية إلى قواعد التحالف، بالتزامن مع هبوط طائرة شحن عسكرية محملة بالمعدات المتطورة. تركزت هذه التحركات في قاعدتي قسرك وخراب الجير، عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، الذي أصبح ممراً نشطًا للإمدادات القادمة.
معدات متطورة وتأمين جوي مشدد
تضمنت القوافل القادمة مدرعات، معدات قتالية، كتل إسمنتية، صهاريج وقود، جرافات، وأجهزة إلكترونية يُعتقد أنها مخصصة لتعزيز البنية التحتية للعمليات العسكرية. وشهدت طرق الإمداد تأمينًا جويًا عبر تحليق مكثف للطائرات المروحية والمسيرة، في خطوات احترازية تؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذه الشحنات.
جدول التحركات الأبرز:
1 تموز: دخول 24 شاحنة إلى قاعدة قسرك، محملة بصناديق مغلقة وصهاريج وقود.
2 تموز: طائرة شحن عسكرية تهبط في قاعدة خراب الجير، تحمل معدات عسكرية وأجهزة إلكترونية.
3 تموز: 20 شاحنة إضافية تعبر باتجاه قسرك، ضمن سلسلة إمداد منتظمة.
4 تموز: قافلتان ضخمتان؛ الأولى تضم 20 شاحنة إلى قسرك، والثانية قرابة 70 شاحنة إلى خراب الجير.
تدريبات عسكرية متقدمة وتنسيق ميداني
بالتوازي مع الدعم اللوجستي، أجرى التحالف تدريبات عسكرية مكثفة بمشاركة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في قواعد الشدادي، غويران، قسرك، وخراب الجير. استخدمت التدريبات الذخيرة الحية، الطيران الحربي، والطائرات المسيّرة، وشملت مناورات ميدانية وتكتيكات قتالية متطورة، تهدف إلى رفع الجاهزية العسكرية وتعزيز التنسيق العملياتي في مواجهة أي تهديدات محتملة.
رسائل استراتيجية في توقيت حساس
تكثيف هذه التحركات العسكرية في هذا التوقيت يشير إلى إعادة تنظيم محتملة في تموضع التحالف الدولي داخل سوريا، وسط تعقيدات سياسية وميدانية متسارعة في المنطقة. كما يطرح تساؤلات حول أهداف هذه التعزيزات، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب، أو كجزء من استراتيجية أوسع لموازنة النفوذ الإقليمي والدولي في الساحة السورية.
ومع استمرار تدفق التعزيزات، يبدو أن منطقة شمال شرق سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من التوترات والاصطفافات، مع تصاعد المؤشرات على تحول المنطقة إلى محور صراع جيوسياسي أكثر تعقيدًا مما كان في السابق.
