لا تزال أرض الجولان السورية المحتلة منذ نكسة حزيران 1967 تعيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمارس انتهاكات مستمرة بحق أهلها، ويواصل سياسة التهجير والتوطين التي تسعى لتصفية القضية الوطنية وطمس الهوية السورية للمنطقة. في هذا السياق، أعلنت مجموعة من أبناء الجولان في الداخل والشتات وثيقة العهد الوطني، التي جمعت مكونات المجتمع السوري المختلفة عبر دعوة من تجمع مدني مستقل لأبناء الجولان، لتعبر عن موقف موحد تجاه قضية الجولان وتمسكهم الكامل بحقهم في العودة واستعادة السيادة.
وثيقة العهد الوطني تؤكد على الجولان كجزء لا يتجزأ من التراب السوري، وتجدد الولاء الكامل للدولة السورية وقيادتها، مع رفض أي شكل من أشكال الاحتلال والتوطين الذي يمس بهوية السكان وأرضهم. وتشكل الوثيقة بمثابة رسالة واضحة لكل السوريين، في الداخل والخارج، للوقوف صفًا واحدًا إلى جانب أبناء الجولان في مواجهة الاحتلال والتحديات.
ينص العهد على عدة نقاط رئيسية تعكس مطالب أبناء الجولان، بدايةً من رفضهم القاطع لقرار الاحتلال الإسرائيلي بضم الجولان، وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو قرارات دولية تسعى لتمرير هذا الأمر، سواء أكانت من قبل مجلس الأمن أو الإدارة الأمريكية. كما يؤكد أبناء الجولان تمسكهم العميق بالارتباط بمحافظة القنيطرة السورية، ويرفضون التوطين أو أي فصل اجتماعي أو إداري يبعدهم عن مجتمع الجنوب السوري.
تأتي الوثيقة لتضع أيضًا مطالب تمثيل سياسي حقيقي لأبناء الجولان في مؤسسات الدولة السورية، خصوصًا في مجلس الشعب، بحيث يكون هناك نواب من أبناء الجولان يمثلون الشتات والجالية التي اضطرت للهرب من أراضيها بسبب الاحتلال، بدلًا من التمثيل الرمزي أو الشكلاني.
علاوة على ذلك، تطالب الوثيقة الحكومة والمؤسسات الوطنية بالعمل على توثيق الأضرار التي لحقت بأبناء الجولان، سواء على الصعيدين المادي والمعنوي، لتكون خطوة نحو تحقيق العدالة وتعويض المتضررين، وفتح ملف العودة إلى الأراضي المحتلة، الذي يعد أولوية وطنية لا يمكن التفريط بها.
يؤكد العهد أيضًا على أهمية مشاركة كل أبناء الوطن السوري في تأييد هذا الميثاق الوطني، باعتباره صكًا جامعًا لكل من يربطهم بالجولان صلة دم أو لغة أو ثقافة، ومدعاة لوحدة وطنية تصون السيادة وتدافع عن الأرض مهما طالت سنوات الاحتلال.
يأتي إعلان وثيقة العهد الوطني في لحظة مفصلية، تعكس الإرادة الصلبة لأبناء الجولان المستمرة في مواجهة الاحتلال، وتعبر عن رغبة جماعية في استعادة الحقوق الوطنية كاملة. وتشكل هذه الوثيقة دعوة مفتوحة لكل السوريين ليقفوا إلى جانب أهل الجولان، متحدين في مسيرة الدفاع عن الأرض، واستعادة السيادة، وتأكيد الوحدة الوطنية على كامل التراب السوري.
في النهاية، يبقى العهد الوطني لأبناء الجولان رمزًا للتمسك بالهوية والسيادة، وشهادة حية على أن قضية الجولان هي قضية كل السوريين، وأن تحريرها لا يتحقق إلا بوحدة الصف الوطني والعزيمة المستمرة.