توتر طلابي في حلب يتفاقم إلى عنف

سامر الخطيب

2025.06.29 - 10:46
Facebook Share
طباعة

 شهدت جامعة حلب في وقت متأخر من ليل الخميس–الجمعة حالة من التوتر والاضطراب داخل الحرم الجامعي، عقب مشاجرة اندلعت بين مجموعة من الطلاب الجامعيين وعناصر من مفرزة الأمن العام. الحادثة بدأت بمشكلة فردية لكنها سرعان ما تطورت لتأخذ طابعاً أكثر حساسية وأثارت قلقاً واسعاً بين الطلبة.


وتعود بداية المشكلة إلى تأخر أحد الطلاب في العودة إلى السكن الجامعي، ما أدى إلى مشادة كلامية مع أحد العناصر الموجودين عند مدخل السكن. الحدة اللفظية تصاعدت بسرعة، وتحوّلت إلى تدافع واشتباك بالأيدي. الحادثة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تطورت لاحقاً إلى حالة من الفوضى داخل الحرم الجامعي، وازدادت حدة الغضب بعد تداول طلاب لروايات تحدثت عن تصرفات استفزازية وكلام مهين، ما دفع بعض الطلاب إلى الرد بالمثل.


ومع انتشار الخبر داخل الجامعة، بدأت التوترات تتصاعد، خاصة بعد وصول دوريات أمنية إضافية إلى المكان لمحاولة احتواء الموقف. ورغم المساعي لتهدئة الوضع، فقد شهدت الساعات اللاحقة تجدد التوتر، لا سيما بعد إطلاق نار تحذيري في الهواء من قبل أحد العناصر في محاولة لفض التجمعات الطلابية، إلا أن الطلقات أصابت طالبين بجروح طفيفة، الأمر الذي أعاد إشعال حالة الغضب بين الطلاب.


وبحسب ما تم تداوله داخل الأوساط الطلابية، فقد جرى احتجاز عدد من الطلبة على خلفية الحادثة، قبل أن يُفرج عنهم في وقت لاحق من مساء الجمعة، دون تسجيل أي تطورات إضافية. في المقابل، تحدث طلاب عن سحب بطاقاتهم الجامعية مؤقتاً، وورود تهديدات شفوية بالإجراءات العقابية، ما زاد من حالة الترقب والقلق داخل الأوساط الطلابية.


هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة مطالب قديمة للطلاب بضرورة إيجاد آلية واضحة لتنظيم العلاقة بين الطلاب والإدارات المشرفة على أمن الجامعة، بطريقة تضمن الاحترام المتبادل والحفاظ على الطابع الأكاديمي للمكان. كما عبّر كثير من الطلبة عن رغبتهم في إيجاد حلول هادئة تحفظ كرامة الجميع وتمنع تكرار مثل هذه الأحداث، خاصة في بيئة من المفترض أن تكون مخصصة للعلم والتحصيل.


وفي سياق منفصل، شهدت مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي توتراً محدوداً إثر مشادة كلامية بين مجموعة من الشبان وعناصر دورية أمنية على خلفية خلاف مروري، أدى إلى اعتقال أحد الشبان، قبل أن يتم الإفراج عنه في اليوم نفسه حفاظاً على الهدوء العام.


أعقبت الحادثة إجراءات احترازية تمثلت في إغلاق بعض المقاهي، وانتشار دوريات مراقبة، وسط أجواء هادئة نسبياً. إلا أن بعض العبارات المسيئة التي كُتبت على الجدران أثارت استياء سكان المدينة، الذين طالبوا بضبط الوضع وتفادي أي تصعيد.


تكرار هذه الحوادث، سواء في البيئة الجامعية أو المدنية، يسلط الضوء على أهمية التواصل الهادئ وتغليب الحكمة في معالجة الخلافات، بما يحفظ الأمن والاستقرار من جهة، ويضمن كرامة وحقوق الأفراد من جهة أخرى.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10