الجولانيون يرفضون التفاوض دون تفويض شعبي

رزان الحاج

2025.06.28 - 10:10
Facebook Share
طباعة

 في ظل تصاعد الحديث عن احتمالية استئناف مفاوضات غير مباشرة بين السلطات السورية والاحتلال الإسرائيلي، عبّر عدد من أبناء الجولان السوري المحتل عن موقف واضح وصريح، مؤكدين رفضهم لأي تحرك تفاوضي لا يستند إلى إرادتهم الحرة ولا يضمن حقوقهم التاريخية والقانونية كاملة.


وجاء هذا الموقف الجماعي في إطار حراك مدني يعكس تمسّك الجولانيين بانتمائهم الوطني السوري، ورفضهم القاطع لأي محاولة لتجاوز قضيتهم أو التحدث باسمهم دون تفويض شعبي واضح. وقد طالبوا بأن يكون لهم صوت مباشر وحاسم في أي مسار سياسي أو تفاوضي يخص مستقبل أراضيهم المحتلة منذ عام 1967.


من أبرز المطالب التي طرحها أبناء الجولان، إجراء استفتاء شعبي ديمقراطي يشمل عموم السوريين، بمن فيهم الجولانيون، قبل الدخول في أي مفاوضات، لضمان أن تكون هذه الخطوات تعبّر عن الإرادة الوطنية، لا عن تسويات فوقية قد تكرّس الأمر الواقع أو تمنح شرعية للاحتلال.


كما شددوا على ضرورة الاعتراف بحقهم في استعادة أرضهم كاملة بكل الوسائل المشروعة، إلى جانب التعويض العادل عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم على مدى عقود من الاحتلال، والتهجير القسري، والانتهاكات المستمرة التي تمارسها سلطات الاحتلال في المنطقة.


ورفض الجولانيون بشدة أي محاولات لدمجهم إداريًا أو خدميًا بطرق تمويهية لا تغيّر من واقع الاحتلال شيئًا، محذرين من محاولات طمس الهوية الوطنية لأبناء المنطقة تحت غطاء مشاريع تنموية زائفة أو إصلاحات إدارية سطحية لا تمس جوهر القضية.


وأكد المشاركون في الحراك على أهمية دعم تجمعات أبناء الجولان المنتشرة في مختلف المحافظات السورية، وتمكينهم من لعب دورهم في الدفاع عن قضيتهم، وتفعيل مشاركتهم الاجتماعية والوطنية، ضمن إطار قانوني يضمن الانتماء والسيادة السورية على كامل الأرض.


كما دعوا الجهات الحكومية إلى منح الأولوية لأبناء الجولان في إدارة شؤون تجمعاتهم، بما يعكس خصوصية وضعهم التاريخي، ويساعد في تعزيز صمودهم الاجتماعي والاقتصادي.


وفي الجانب الإنساني، طالب أبناء الجولان بتسليط الضوء على معاناة النازحين من أراضيهم منذ احتلالها، مشيرين إلى أن هذه القضية لم تحظَ بالاهتمام الكافي من المؤسسات الدولية، رغم أنها تمثل نموذجًا واضحًا للتطهير العرقي وحرمان السكان من حق العودة.


في ختام موقفهم، شدد أبناء الجولان على أن قضيتهم لا تنفصل عن مجمل القضايا الوطنية السورية، داعين إلى التضامن الشعبي الواسع معهم من مختلف المحافظات. كما اعتبروا أن تحرير سوريا من أي حكم استبدادي أو خائن – حسب وصفهم – هو جزء لا يتجزأ من تحرير الأرض من جميع أشكال الاحتلال والهيمنة الأجنبية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9