شهدت مدينة حلب، أمس، وقفة احتجاجية نظمها عدد من أهالي حي الليرمون، رفضًا لما وصفوه بمحاولات "الاستيلاء المقنّع" على أراضيهم من قبل جمعيات سكنية، تحت غطاء مشاريع تنظيمية وعمرانية.
المشاركون في الوقفة أعربوا عن رفضهم القاطع لقرارات استملاك تطال أراضيهم الخاصة، مؤكدين تمسكهم بحقوقهم التاريخية والقانونية في تلك المساحات التي تعد مصدر رزق وسكن للكثير من العائلات.
رفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب بوقف ما أسموه "السطو المنظم"، محذرين من تجاهل صوت الأهالي وتجاوز إرادتهم لصالح مشاريع قالوا إنها تفتقر للشفافية، وتخدم مصالح محددة على حساب سكان الحي.
وأكد المحتجون أن "الليرمون ليست للبيع"، مشيرين إلى أن ما يُعرض عليهم ليس مشاريع تطوير حقيقية، بل محاولات لتجريدهم من ممتلكاتهم بزعم التحديث والتطوير.
الاحتجاج يأتي في وقت تعيش فيه البلاد ظروفًا معيشية صعبة، حيث يعاني المواطن السوري في مناطق عديدة من تدهور الخدمات وغياب الدعم. وعلى هذا السياق، لا تقتصر الاحتجاجات على حلب فقط، بل تمتد إلى مناطق أخرى من الشمال السوري.
ففي ريف إدلب الشمالي، نظّم عدد من أهالي مخيمات الكرامة وقفة احتجاجية أيضًا، طالبوا خلالها بتوفير الخدمات الأساسية والإغاثة العاجلة، في ظل معاناة مستمرة يعيشها سكان المخيمات.
يعاني سكان هذه المخيمات من شحّ المياه، وتراكم القمامة، وتدهور خدمات الصرف الصحي، مما يرفع خطر انتشار الأمراض الجلدية والمعوية، وعلى رأسها داء اللاشمانيا.
ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات مؤلمة تعكس واقعهم، مثل:
“في مخيمات الشمال ينام الأطفال على الأرض، ويصبحون على روائح النفايات وعيونهم ترنو إلى وطن حر لم يشعروا فيه يومًا بالكرامة”،
و”نعيش على الوعود ونموت على الإهمال”.
ويؤكد سكان المخيمات أن ظروفهم المعيشية تزداد سوءًا، وأن غياب الدعم الفعّال من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية قد يدفعهم نحو مزيد من اليأس والمعاناة.
وطالب المحتجون في إدلب بإجراءات عاجلة تضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة، مثل توفير المياه النظيفة، وتحسين خدمات النظافة والصحة، إضافة إلى توفير الكهرباء والطرقات الصالحة للسير.
تعبّر هذه الاحتجاجات، في حلب وإدلب، عن واقع مشترك يجمع بين سكان المدن والمخيمات: الإحساس بالتهميش، والتخلي، والبحث عن صوت مسموع.
ومع تصاعد هذه الأصوات، تبقى الأنظار متجهة إلى الجهات المسؤولة، وما إذا كانت ستتحرك استجابةً لمطالب الناس، أم ستُركن هذه النداءات إلى رفوف الإهمال كسابقاتها.