هدم وتوغل إسرائيلي في ريف القنيطرة
سامر الخطيب
شهد ريف القنيطرة الغربي تصعيدًا جديدًا من جانب القوات الإسرائيلية، مع استمرار التوغلات الميدانية والهدم المتكرر لمنازل المدنيين في القرى الحدودية. ففي الأيام الأخيرة، توغلت قوات إسرائيلية في قرى عدة أبرزها طرنجة ومزارع الأمل، شمالي المحافظة، مستخدمة آليات عسكرية ثقيلة، وفرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على امتداد الطرق المحيطة بجسم سد المنطرة، مع إغلاق كافة الطرق الفرعية المؤدية إليه من الجهة الشرقية.
التصعيد لم يتوقف عند حدود التحرك العسكري، إذ تواصل القوات الإسرائيلية سياسة هدم المنازل، بزعم قربها من مواقع عسكرية، حيث أقدمت على تدمير خمسة منازل جديدة في قرية الحميدية، ليرتفع عدد المنازل المهدمة منذ بداية العمليات الأخيرة إلى 15 منزلًا، معظمها تعود لعائلات مدنية لم يتم تعويضها أو منحها أي فرصة للإخلاء.
وفي تطور خطير، نفذت دوريات إسرائيلية عمليات دهم في قرية الصمدانية الشرقية وسط ريف القنيطرة، ما أسفر عن اعتقال أربعة مدنيين حتى الآن، وسط غموض يلف مصيرهم، وعدم وجود تهم واضحة أو إجراءات قانونية معلنة بحقهم. رافقت عمليات التفتيش موجة من الذعر والاستياء بين سكان القرية، خاصة بعد مشاهدة العربات العسكرية تتجول بين المنازل وتفتيشها بشكل عشوائي دون أي تصريح رسمي أو تدخل من الجهات السورية المعنية.
أجواء التوتر تسود القرى المتاخمة للحدود، حيث بات الأهالي يخشون من أي تحرك قد يؤدي إلى فقدان ممتلكاتهم أو اعتقال أفراد عائلاتهم دون مبرر. في ظل هذا التصعيد المتكرر، يتزايد القلق من احتمال تفجّر الوضع ميدانيًا في أي لحظة، خاصة مع صمت رسمي تام تجاه هذه الانتهاكات المتكررة.
التجاوزات الإسرائيلية في المنطقة لا تُعد جديدة، لكنها باتت أكثر تكرارًا وحدة في الفترة الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول الموقف الرسمي من هذه التطورات، وعدم اتخاذ إجراءات واضحة لحماية المدنيين أو منع تكرار عمليات الهدم والاعتقال العشوائي.
ويرى متابعون أن استمرار هذه الانتهاكات دون رد فعل واضح، يضعف موقف السكان في القنيطرة ويزيد من شعورهم بالعزلة والخذلان. كما يُنذر بتأزم أكبر في المشهد الميداني، خاصة إذا ما تكررت عمليات التوغل والهدم في القرى المجاورة خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، يطالب الأهالي بتحرك فوري وجاد من الجهات المعنية للحد من هذه الانتهاكات، وضمان عدم المساس بأمنهم وممتلكاتهم، ووقف ما وصفوه بسياسة "الهدم الممنهج" التي تهدد استقرارهم ووجودهم على أرضهم.
