رحلة عودة جديدة من مخيم الهول إلى حلب

سامر الخطيب

2025.06.16 - 02:01
Facebook Share
طباعة

 شهد مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي تسيير دفعة جديدة من النازحين السوريين العائدين إلى مناطقهم، ضمن تحرك إنساني متواصل يهدف إلى تخفيف الضغط على المخيم، وتحسين واقع قاطنيه في ظل الأوضاع الإنسانية المعقدة. وضمت الرحلة الجديدة نحو 42 عائلة، بإجمالي 178 شخصًا، من المنتظر أن يعودوا إلى مدينة حلب.


بدأت الاستعدادات داخل المخيم منذ ساعات الصباح الأولى أمس، حيث تجمعت العائلات داخل مناطق مخصصة للتجهيز، وسط تنظيم لوجستي يراعي ظروف النقل ويوفر المستلزمات الأساسية للعائدين، بما يشمل المياه والطعام والرعاية الصحية الأولية. وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لمسار متواصل لإعادة النازحين السوريين إلى مناطقهم الأصلية، في وقت يشهد فيه المخيم تزايدًا في التحديات المتعلقة بالكثافة السكانية والخدمات المحدودة.


وتُنفّذ هذه التحركات بالتنسيق مع الجهات المدنية والإنسانية العاملة في شمال وشرق سوريا، في إطار خطة أوسع لإعادة من يرغب من العائلات إلى مناطقهم، مع ضمان الحد الأدنى من السلامة والاحتياجات الأساسية. كما أن جهود الإعادة لا تقتصر على السوريين فقط، بل تشمل أيضًا إعادة العائلات من الجنسيات الأخرى، التي ترغب بالعودة إلى بلادها، خاصة العوائل العراقية المقيمة داخل المخيم.


وفي هذا السياق، شهد مخيم الهول في نهاية شهر أيار الماضي مغادرة واحدة من أكبر دفعات العودة، حيث تم تسيير رحلة ضمّت أكثر من 220 عائلة عراقية، بلغ عدد أفرادها قرابة 840 شخصًا. وتم ذلك ضمن خطوات منسقة مع الجهات العراقية لاستقبالهم في مراكز مخصصة قرب الحدود.


يُعد مخيم الهول من أكثر المخيمات حساسية في المنطقة، نظرًا لتركيبة قاطنيه التي تضم نازحين سوريين، وعوائل من جنسيات أجنبية، بعضها له ارتباطات بعناصر متطرفة. ورغم كل الجهود المبذولة لتحسين الظروف، لا يزال المخيم يواجه تحديات كبيرة على صعيد الأمن، والبنية التحتية، والخدمات.


وتأتي رحلات العودة كجزء من محاولة شاملة لإيجاد حلول مستدامة لأزمة النزوح طويلة الأمد، عبر دعم العائدين للاندماج من جديد في مجتمعاتهم، وتوفير الحد الأدنى من الاستقرار لهم. كما تُمثل هذه الخطوات تخفيفًا جزئيًا من العبء الإنساني المتراكم في المخيم، الذي يعاني من اكتظاظ وتردٍ في الأوضاع الصحية والمعيشية.


رغم ذلك، لا تزال وتيرة العودة محدودة مقارنةً بعدد القاطنين، ما يسلط الضوء على ضرورة وجود خطة دعم أوسع، تشمل التأهيل المجتمعي، والمصالحات المحلية، وإعادة الخدمات الأساسية إلى المناطق التي ينتمي إليها النازحون، لتكون العودة خيارًا آمنًا ومستدامًا لا مجرد انتقال مؤقت من مأوى إلى آخر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2