تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا تصعيداً ميدانياً خطيراً نتيجة التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل، حيث تحوّلت أراضي ريف القنيطرة إلى ساحة مواجهة غير معلنة بين الطرفين، وسط مخاوف متصاعدة من تأثيرات هذا التوتر على السكان المدنيين.
ففي محافظة القنيطرة، وتحديداً في قرية الرفيد، أصيب طفل بجروح إثر تساقط شظايا صواريخ خلال اشتباكات جوية شهدتها المنطقة. وتُعزى هذه التطورات إلى التوتر الأمني المتصاعد في الأجواء المحاذية للجولان المحتل، حيث يتقاطع نشاط الطائرات المسيّرة الإيرانية والإسرائيلية بشكل متزايد.
وتزامناً مع هذه التطورات، رُصدت تحركات عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة داخل الأراضي السورية، إذ توغلت قوات الاحتلال لمسافات محدودة وأقامت نقاط تفتيش بين عدد من البلدات القريبة من الشريط الحدودي، منها خان أرنبة، أوفاني، وجباتة الخشب. وشوهدت ثلاث عربات عسكرية إسرائيلية تتجول بين قريتي الحميدية والصمدانية الغربية، حيث قامت بتوقيف المارة وتفتيشهم، وسط تحذيرات شديدة من الاقتراب من مناطق الحدود بسبب التحليق الكثيف للطائرات المسيّرة.
وفي مؤشر واضح على تصاعد التوتر، شهدت الأجواء في ريف القنيطرة تحليقاً مكثفاً للطائرات المسيّرة من كلا الطرفين، ما أسفر عن تدخل الدفاعات الجوية الإسرائيلية لاعتراض طائرات إيرانية كانت تحلق فوق قرى زبيدة، نبع الصخر، أم باطنة، مجدوليا، والغربية. وخلال عملية الاعتراض، سقطت بقايا صواريخ في بلدة ممتنة بالقنيطرة.
كما تم رصد اعتراض جسم جوي مجهول في أجواء تل المال بريف درعا الشمالي، وسط حالة من الترقب الشعبي والقلق من احتمالات انزلاق الوضع إلى مواجهات أوسع، لا سيما في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة محتملة بين الطرفين.
وتعكس هذه التطورات واقعاً مقلقاً لسكان الجنوب السوري، الذين يجدون أنفسهم عالقين في قلب صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل. فبين تحليق الطائرات، وسقوط الشظايا، والتوغلات البرية، باتت الحياة اليومية محفوفة بالمخاطر، وسط غياب حماية حقيقية للمدنيين من نيران التوترات الإقليمية.
ويُخشى من أن يؤدي استمرار هذا التصعيد إلى تقويض الاستقرار النسبي في الجنوب السوري، وفتح الباب أمام جولات جديدة من التصعيد العسكري، قد تمتد آثارها إلى مناطق أوسع من الجغرافيا السورية، في ظل صمت دولي وتراجع الاهتمام بواقع السوريين الذين يدفعون الثمن دائماً.