فوضى أمنية تضرب منطقة "نبع السلام"

سامر الخطيب

2025.06.05 - 11:09
Facebook Share
طباعة

 تشهد منطقة "نبع السلام"، وخاصة مدينة رأس العين وريفها، ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة السرقات والسطو المسلح خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل وضع أمني متدهور وتزايد الحديث عن تغييرات محتملة في المشهد العسكري المحلي.

المنطقة، التي تخضع منذ عام 2019 لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها، تعاني من فراغ أمني جزئي وانفلات في بعض المناطق، بالتزامن مع تداول أنباء عن انسحاب محتمل لبعض الفصائل خلال الفترة المقبلة، تمهيداً لما يُقال إنه "تنظيم جديد" يسمح بعودة السكان الذين نزحوا عقب العملية العسكرية التركية المعروفة باسم "نبع السلام".

في هذا السياق، تشير تقارير محلية إلى تكرار حالات السطو والنهب، حيث استهدفت عمليات السرقة منشآت اقتصادية وتجارية وزراعية، شملت محلات بيع المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية، وكذلك مستودعات ومشاريع زراعية ومعدات آبار المياه. كما سُجلت حالات تفكيك كاملة لبعض المنشآت الصناعية ونقلها خارج مناطق السيطرة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى تسجيل ما لا يقل عن 19 حادثة سطو مسلح في مدينة رأس العين خلال أسبوع واحد فقط، وهو مؤشر يسلط الضوء على حجم التدهور الأمني المتسارع، في ظل غياب فعلي لأي تدخل من الجهات المسيطرة لضبط الوضع أو محاسبة المتورطين.

كما امتدت هذه الحوادث إلى الأرياف المجاورة، حيث أُبلغ عن سرقة مواشي ومعدات زراعية من قرى متفرقة، ما يضيف عبئاً إضافياً على السكان المحليين الذين ما زالوا يقيمون في المنطقة، ويثير مخاوف اللاجئين والنازحين من العودة إلى ممتلكاتهم وسط أجواء غير مستقرة.

ويخشى العديد من الأهالي من أن تؤدي هذه التطورات إلى موجة تهجير جديدة أو ترسيخ واقع أمني هش قد يطيل أمد النزوح القسري للسكان الأصليين، الذين لا يزالون يأملون بعودة آمنة تحفظ حقوقهم وتضمن لهم الحد الأدنى من الاستقرار والمعيشة الكريمة.

في المقابل، لم تُسجل أي إجراءات رسمية أو بيانات واضحة من قبل الجهات العسكرية المسيطرة أو الداعمة للفصائل بشأن هذه الحوادث، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول مستقبل الوضع الأمني والإداري في المنطقة، في حال استمر غياب الرقابة والانضباط.

ويؤكد مراقبون أن ضبط الفصائل المنتشرة في مناطق "نبع السلام"، ومنع الانتهاكات المتكررة، يمثلان خطوة حاسمة نحو تهدئة الأوضاع وتهيئة الظروف لعودة السكان، خاصة أن استمرار الفوضى قد يقوّض أي جهود لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7