في خطوة تُعدّ تحولًا محوريًا في مسار سوريا ما بعد الأسد، شهد القصر الجمهوري في دمشق مساء أمس الجمعة 30 ايار اجتماعًا استثنائيًا جمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورجل الأعمال السوري-البريطاني البارز أيمن الأصفري. هذا اللقاء، الذي استمر لثلاث ساعات، حمل بين طياته مؤشرات واضحة على انطلاقة مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والتعاون مع المغتربين السوريين، في إطار جهود إعادة بناء الدولة السورية.
لقاء استثنائي في توقيت مفصلي
وصل السيد الأصفري إلى القصر الجمهوري حوالي الساعة الثامنة مساءً، حيث استقبله الرئيس الشرع شخصيًا، مفضلًا ترك اجتماع مجلس الوزراء لهذا اللقاء الخاص. سبق هذا الاجتماع لقاء تمهيدي ضم عددًا من رجال الأعمال البارزين في مصر، بالإضافة إلى الأصفري وممثل عن الإدارة السورية، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي.
نقاشات معمّقة وتفاهمات استراتيجية
استمر الاجتماع بين الرئيس الشرع والسيد الأصفري حتى الحادية عشرة ليلاً، حيث وصف الحاضرون النقاش بأنه كان عميقًا وصريحًا، مليئًا بالتفاهم والرؤية المشتركة. أكد الرئيس الشرع خلال اللقاء على ضرورة إعادة ترتيب الملفات الأمنية والاقتصادية بما يتناسب مع المرحلة المقبلة، مشددًا على أهمية بناء سوريا من خلال شراكات حقيقية.
الأصفري في صدارة قطاع النفط
من أبرز ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، أن السيد الأصفري سيقود المرحلة المقبلة في قطاع النفط عبر شركته "بتروفاك"، ما يُعد تحولًا كبيرًا في إدارة هذا القطاع الاستراتيجي. كما أبدى الرئيس الشرع رغبة قوية في فتح باب التعاون مع رجال الأعمال السوريين في الخارج، مشيرًا بالاسم إلى ططري، الشرباتي، الفتى، وغيرهم من أصحاب المشاريع الكبرى.
رسالة شخصية ومؤثرة
في ختام الاجتماع، وجّه الرئيس الشرع كلمة مؤثرة للسيد الأصفري قال فيها: "أنت أخي، وخلينا نتشارك مع بعض. بعلاقاتك مع رئيس سنغافورة ومع أغلب قادة المنطقة، قادرين نوجّه البلد لمكان أفضل." وقد اختتم اللقاء بصورة جمعت الرئيس بالأصفري، حيث طلب منه أن يبتسم، في لحظة بدت وكأنها إعلان غير رسمي عن بداية مرحلة جديدة.
دلالات اللقاء
يُعتبر هذا اللقاء مؤشرًا قويًا على توجه الإدارة السورية نحو تعزيز الشراكات مع المغتربين السوريين والاستفادة من خبراتهم في إعادة بناء الاقتصاد الوطني. كما يعكس رغبة حقيقية في الانفتاح على الاستثمارات الخارجية وتطوير القطاعات الحيوية، مما قد يسهم في تسريع عملية التعافي الاقتصادي للبلاد.
في ظل التحديات التي تواجهها سوريا، يُمثل هذا الاجتماع خطوة إيجابية نحو بناء مستقبل أفضل، قائم على التعاون والتفاهم بين القيادة السياسية ورجال الأعمال السوريين في الداخل والخارج.