اعتقال خالد العبود يثير تساؤلات واسعة

2025.05.22 - 09:38
Facebook Share
طباعة

 في خطوة مفاجئة، اعتقلت أجهزة الأمن عضو مجلس الشعب السابق والسياسي المعروف خالد العبود، وسط غموض كبير حول أسباب وتفاصيل الاعتقال. لم تُعلن وزارة الداخلية عن أي معلومات رسمية أو توضيحات، تاركة مساحة واسعة للتكهنات حول دوافع الحجز والمرحلة المقبلة لمسار السياسي الموالي للنظام السابق.


خالد العبود، الذي ينحدر من محافظة درعا، والذي كان أحد الوجوه البارزة في العمل السياسي خلال السنوات الماضية، عُرف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري السابق وروايته الرسمية للأحداث التي شهدتها البلاد منذ عام 2011. على مدار أكثر من عقد، شغل العبود منصب عضو في مجلس الشعب عن حزب "الوحدويين الاشتراكيين"، وكان يمثل محافظة درعا في البرلمان السوري.


لم يصدر عن الجهات الرسمية تفاصيل بشأن مكان أو توقيت اعتقاله، كما نفى مصدر أمني محلي صحة الأخبار التي تحدثت عن اعتقاله في محافظة درعا، مما زاد من الغموض حول ظروف الاعتقال. الغريب أن الوزارة لم تستخدم قنواتها الرسمية لتعلن عن هذا الحدث، رغم أهميته وتأثيره على المشهد السياسي، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة حول خلفيات الاعتقال والأهداف المرتبطة به.


خلال الثورة السورية، لعب خالد العبود دورًا بارزًا في التنسيق بين الوفود البرلمانية والحزبية والثقافية التي شاركت في مؤتمرات وفعاليات متعددة، سواء داخل سوريا أو خارجها. كان يُنظر إليه كواحد من الأسماء التي تمثّل وجه النظام في الخارج، خصوصًا في المنتديات التي حاولت تبرير سياسات الحكومة السورية وتبرير مواقفها تجاه الأزمة المستمرة.


في الوقت ذاته، تصاعدت في الفترة الأخيرة حملة اعتقالات طالت عناصر وموظفين مرتبطين بالنظام السابق، أبرزهم ضباط في الجيش وأطباء عسكريون متهمون بانتهاكات بحق السوريين خلال سنوات النزاع. إلا أن تلك الحملات لم تطال عادة السياسيين أو الشخصيات التي حملت على عاتقها ترويج الرواية الرسمية للنظام، مما يجعل اعتقال العبود قضية استثنائية تستحق التدقيق.


في نهاية شهر آذار الماضي، تداولت بعض المصادر خبر اعتقال المفتي السابق أحمد حسون أثناء محاولته مغادرة البلاد، وهو رجل دين معروف بتأييده للنظام، ولُقّب بين السوريين بـ"مفتي البراميل" في إشارة إلى دوره في تبرير استخدام النظام للبراميل المتفجرة في القتال. رغم ذلك، لم يتم تأكيد هذه الأنباء بشكل رسمي.


كما شهد مطلع أيار اعتقال طبيب من الطاقم الطبي العسكري السابق في مستشفى تشرين، متهم بالمشاركة في قتل معتقلين، بالإضافة إلى توقيف عقيد في الحرس الجمهوري بتهم مماثلة. وتبدو هذه التحركات جزءًا من حملة موسعة لاستهداف رموز النظام المتورطين في جرائم وانتهاكات خلال سنوات النزاع.


يُذكر أن خالد العبود كان يشكل أحد أبرز الأصوات التي دافعت عن النظام وشارك في صياغة وترويج خطابه، ما يجعل اعتقاله حدثًا غير مسبوق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2