بحث - أعضاء حزب يش عتيد في الكنيست الـ 25: موجز تفصيلي

2025.05.14 - 11:04
Facebook Share
طباعة

 شهد المشهد السياسي في إسرائيل تحولًا كبيرًا مع انتخابات الكنيست الـ25 التي جرت في 1 نوفمبر 2022، وهي الانتخابات الخامسة في أقل من أربع سنوات. أظهرت هذه الانتخابات استمرار التحديات في تشكيل حكومات ائتلافية مستقرة، حيث أسفرت عن فوز المعسكر الوطني اليميني، مما مهد الطريق لعودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة. ورغم أن حزب "يش عتيد"، بزعامة يائير لابيد، حصل على 24 مقعدًا، وهو أعلى تمثيل له على الإطلاق، إلا أنه وجد نفسه في موقع المعارضة، ليصبح أكبر فصيل معارض في الكنيست. هذه النتيجة تسلط الضوء على التعقيدات التي تشهدها السياسة الإسرائيلية، حيث لا يضمن عدد المقاعد الفائز دائمًا تشكيل حكومة، بل يتطلب الأمر توافقًا داخل الائتلافات.


ويعكس موقف حزب "يش عتيد" السياسي تطلعاته للأيديولوجية الوسطية، التي تجمع بين الليبرالية والصهيونية الليبرالية، ويُعتبر الحزب من القوى التي تسعى إلى تعزيز قيم العلمانية، وتقوية مواقفها ضد تأثير رجال الدين في السياسة الإسرائيلية. كما أن الحزب يدعو إلى حل الدولتين كخيار للتسوية مع الفلسطينيين، ما يضعه في مواجهة مع بعض التيارات اليمينية المتشددة. ويتبنى الحزب برنامجًا يركز على تحسين الحياة المدنية من خلال تحسين خدمات التعليم، الإسكان، الصحة، والنقل، بالإضافة إلى محاربة الفساد السياسي وتعزيز المساواة في الحقوق المدنية لجميع المواطنين. رغم ذلك، تظل مواقف الحزب من حقوق الأقليات الاجتماعية والاقتصادية مثار جدل، خاصة مع دعوته إلى دعم حقوق مجتمع الميم والزواج المثلي، ما يضعه في مواجهة مع القوى المحافظة في المجتمع الإسرائيلي.


دخل حزب يش عتيد الكنيست الـ 25 بوفد مكون من 23 عضوًا. شكل هؤلاء الأفراد جوهر أنشطة الحزب وجهوده خلال الفترة البرلمانية.
الاسم
يائير لابيد
مئير كوهين
كارين الهرار
ميراڤ كوهين
إلعازار شتيرن
ميكي ليفي
ميراڤ بن آري
رام بن باراك
يوآڤ سيجالوفيتش
بوعز توبوروفسكي
ميخال شير
يوراي لاهاڤ-هيرتسانو
فلاديمير بيلياك
رون كاتز
ماتي سارفاتي هاركافي
تانيا مازارسكي
ياسمين فريدمان
ديبي بيتون
موشيه تور-باز
سيمون ديفيدسون
نعور شيري
شيلي تال ميرون
يارون ليفي


بصفته زعيم أكبر حزب معارض في الكنيست الـ25، لعب يائير لابيد دورًا محوريًا في النشاط السياسي داخل البرلمان الإسرائيلي. حمل هذا الدور مسؤولية قيادة المعارضة بشكل فعال، حيث كان يتولى مسؤولية تقديم انتقادات واسعة لسياسات الحكومة الحالية، إضافة إلى اقتراح سياسات بديلة تنسجم مع مواقف حزبه. ينص القانون الإسرائيلي على أن رئيس الوزراء ملزم بتقديم تحديثات دورية حول شؤون الدولة لزعيم المعارضة، مرة واحدة على الأقل شهريًا، مما يعزز الدور الرقابي الذي يؤديه لابيد. إلى جانب ذلك، كان لابيد ناشطًا في العمل التشريعي، حيث خدم في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، وهي من اللجان الأساسية في الكنيست، كما كان عضوًا في اللجنة الفرعية للاستخبارات والخدمات الأمنية. استفاد لابيد من منصته البارزة لطرح مقترحات سياسية هامة، مثل "الحل المصري"، الذي طرحه كخطة تهدف إلى معالجة الوضع في قطاع غزة عبر تقديم رؤية أمنية واضحة لإسرائيل وتنحية حماس عن السلطة. كما استمر لابيد في التأكيد على دعوته لحل الدولتين كسبيل رئيسي لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. بذلك، منحته منصته القيادية في الكنيست فرصة لتشكيل الخطاب العام، ما جعله يقدم بديلاً حاسمًا لأجندة الحكومة الائتلافية.


من جانب آخر، عمل مئير كوهين كنائب رئيس الكنيست، وهو منصب يتطلب الإشراف على الجلسات العامة للكنيست والمساهمة في تحديد جدول أعمال هذه الجلسات. تعيين كوهين في هذا الدور يعكس المكانة الرفيعة لحزب "يش عتيد" داخل البرلمان، حتى عندما يكون في موقع المعارضة. من خلال هذا المنصب، كان لكوهين دور مؤثر في إدارة الإجراءات البرلمانية، ممثلًا صوت المعارضة في إدارة الكنيست.


كما شغل موشيه تور-باز منصب نائب رئيس الكنيست أيضًا، مما أتاح له المشاركة الفعالة في إدارة سير العمل داخل البرلمان، إلى جانب زملائه نواب الرئيس. كان تور-باز معروفًا بخلفيته في التعليم والخدمة العسكرية، ما جعله يركز على توفير بيئة برلمانية منضبطة ومبنية على الحوار البناء. من خلال شغل يش عتيد لمنصبين لنائب رئيس الكنيست، أكد الحزب على حضوره الكبير والمشاركة الفعالة في هيكل الكنيست الإداري.


أما ميراڤ كوهين، فقد ترأست اللجنة الخاصة لمعاملة الناجين من المحرقة، وهي اللجنة التي تعنى بالقضايا الحاسمة للناجين من المحرقة في إسرائيل. منحها هذا المنصب منصة هامة للتأثير على القضايا المتعلقة بهذه الفئة من المجتمع، وكان لها دور كبير في وضع جدول أعمال اللجنة والتأثير في التوصيات والتشريعات التي يتم طرحها. قيادتها لهذه اللجنة تعكس التزام "يش عتيد" بقضايا الرعاية الاجتماعية والحفاظ على ذكرى وكرامة الناجين من المحرقة.


شغل ميكي ليفي منصب رئيس لجنة الرقابة على الدولة، وهي اللجنة التي تلعب دورًا رئيسيًا في مراقبة أنشطة الحكومة وضمان المساءلة. رغم كون الحزب في المعارضة، فإن رئاسة ليفي لهذه اللجنة تبرز الأهمية التي يعطيها "يش عتيد" للرقابة الحكومية وتعزيز الشفافية في المؤسسات الإسرائيلية. وبفضل خلفيته الواسعة في تطبيق القانون، بما في ذلك عمله السابق كقائد شرطة منطقة القدس، كان ليفي مؤهلًا لتولي هذا المنصب القيادي والقيام بمسؤولياته على أكمل وجه.


من جهة أخرى، تولت ميراڤ بن آري رئاسة كتلة "يش عتيد" داخل الكنيست، حيث كانت مسؤولة عن تنسيق الأنشطة الحزبية وضمان الانضباط الحزبي داخل البرلمان. كما شغلت بن آري العديد من الأدوار البارزة الأخرى، مثل رئيسة وفد الكنيست إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والرئيس المشارك لمجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية الإماراتية، ورئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية اليابانية. تعكس هذه الأدوار المتنوعة مشاركتها الفاعلة في الدبلوماسية البرلمانية وتعزز من مكانة الحزب على الساحة الدولية. علاوة على ذلك، كانت ميراڤ بن آري منسقة المعارضة، ما منحها دورًا بارزًا في التنسيق مع الأحزاب المعارضة الأخرى وطرح مواقف الحزب على الصعيدين المحلي والدولي.


لم تقتصر مشاركة "يش عتيد" في الكنيست الـ25 على المناصب القيادية فقط، بل كانت له أيضًا مساهمات فعالة في مختلف لجان الكنيست. على سبيل المثال، كانت ميراڤ بن آري عضوًا في العديد من اللجان الهامة، مثل لجنة الترتيبات، ولجنة الكنيست، ولجنة الرقابة على الدولة، ولجنة وضع المرأة والمساواة بين الجنسين، ولجنة العلوم والتكنولوجيا، ولجنة الصحة، ولجنة الأمن القومي. مشاركتها الواسعة عبر هذه اللجان تعكس قدرة الحزب على التأثير في مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وبالتالي على تشكيل المناقشات التشريعية داخل الكنيست.


استغل يائير لابيد، بصفته زعيم "يش عتيد"، منصبه البارز للتأكيد على مواقف الحزب السياسية الكبرى. كانت "الحل المصري" واحدة من المبادرات التي قدمها لابيد لتناول الوضع الأمني في غزة من خلال تقديم وصاية مصرية مؤقتة على القطاع كإطار عمل للحد من التطرف، بالإضافة إلى فصل إسرائيل عن الفلسطينيين. كما استمر لابيد في دعوته المستمرة إلى حل الدولتين كطريق لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما يعكس التزام "يش عتيد" بمبادئ السلام العادل والشامل.


إجمالاً، ظل "يش عتيد" يدافع عن مجموعة من المواقف السياسية الرئيسية، بما في ذلك تعزيز الحريات المدنية، دعم العلمانية، والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية. كان الحزب يولي اهتمامًا خاصًا بحقوق مجتمع الميم والتعددية الدينية، بالإضافة إلى قضايا الطبقة الوسطى والتفاوتات الاقتصادية. كما كان "يش عتيد" من أبرز الداعين للإصلاح الحكومي، حيث طالب بمزيد من الشفافية والمساءلة في مؤسسات الدولة. أظهر الحزب التزامًا بالمساواة في التعليم والخدمة العسكرية، حيث دعا إلى معالجة الفجوات الاجتماعية التي طالما كانت موجودة في إسرائيل. لعبت هذه المبادئ دورًا في تعريف هوية "يش عتيد" السياسية وجذب الناخبين ذوي التوجهات الليبرالية الوسطية.


مع دخول "يش عتيد" الكنيست الـ25 بـ24 مقعدًا، أصبح الحزب ثاني أكبر قوة سياسية في البرلمان وأكبر فصيل معارض. سمح له هذا التمثيل الكبير بزيادة نفوذه في النقاشات البرلمانية، حيث شارك أعضاؤه في مراقبة سياسات الحكومة وتقديم بدائل واضحة لما يُطرح من مشاريع وأجندات. بالإضافة إلى ذلك، عزز شغل "يش عتيد" لمناصب قيادية، مثل نواب الرئيس ورئاسة اللجان الهامة، من قدرة الحزب على تشكيل جدول أعمال الكنيست. ووفرت الخبرة الإعلامية الواسعة ليائير لابيد، التي اكتسبها من عمله الصحفي والشخصية التلفزيونية، قناة فعالة لنقل رسائل الحزب إلى الجمهور والتأثير في النقاش العام.


بينما كان "يش عتيد" في المعارضة خلال الكنيست الـ25، ساهم الحزب في توجيه دفة النقاش السياسي والبرلماني. كما أظهرت التجربة السابقة للحزب في التواجد ضمن الائتلاف الحاكم إمكاناته في أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في التشكيلات السياسية المستقبلية، ما يدل على قدرته على بناء تحالفات عبر الطيف السياسي الإسرائيلي.


شغل العديد من أعضاء "يش عتيد" مناصب قيادية رئيسية في الكنيست الـ25. يائير لابيد، في منصب زعيم المعارضة، إلى جانب مئير كوهين وموشيه تور-باز كنائبين لرئيس الكنيست، وميراڤ كوهين التي ترأست اللجنة الخاصة لمعاملة الناجين من المحرقة، وميكي ليفي الذي قاد لجنة الرقابة على الدولة، وميراڤ بن آري التي تولت رئاسة كتلة "يش عتيد" وشغلت عدة أدوار هامة أخرى. يبرز عدد هذه المناصب القيادية وأهميتها، خاصة في حزب معارض، حجم تأثير "يش عتيد" داخل الكنيست الـ25 ويعكس حضوره الكبير في العمل البرلماني والسياسي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4