شهد سجن "إزرع المركزي" في محافظة درعا، جنوبي سوريا، يوم الثلاثاء، محاولة استعصاء هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق أواخر عام 2024. المحاولة التي نفذها عدد من السجناء جرى احتواؤها سريعًا بتدخل مشترك من جهاز الأمن العام وقوات النخبة التابعة لوزارة الدفاع.
وذكرت محافظة درعا عبر قناتها الرسمية على "تلجرام" أن قوات الأمن العام أحبطت محاولة السجناء احتجاز رهائن داخل السجن، وتمكنت من السيطرة على الوضع دون تسجيل أي إصابات، مؤكدة أن العملية انتهت بسرعة.
وبحسب الإعلامي المحلي مالك خطاب (أبو عبيدة)، فإن الاستعصاء كان "بسيطًا"، وتمت السيطرة عليه من قبل قوات "الفرقة 40" التابعة لوزارة الدفاع بالتعاون مع الأمن العام. ونفى في تسجيل مصور من أمام السجن حدوث عمليات إحراق أو استيلاء السجناء على أسلحة كما أشيع، واصفًا ما تم تداوله بـ"الإشاعات".
لكن رواية أخرى نقلتها صفحة "درعا 24" أفادت بوجود تفاوض جارٍ بين السجناء ومسؤولين أمنيين من فرع الأمن الجنائي وقيادة الشرطة، مشيرة إلى أن بعض أقسام السجن شهدت فوضى وحرقًا متعمدًا، عقب تمكن بعض السجناء من السيطرة على سلاح أحد العناصر.
يُشار إلى أن سجن "إزرع المركزي" هو سجن مدني كان النظام السابق قد استخدمه بديلًا عن سجن "درعا المركزي" الواقع في منطقة غرز، والذي خرج عن الخدمة نتيجة المعارك مع المعارضة. ويضم السجن نزلاء جنائيين، ولا يُعرف على وجه الدقة عددهم الحالي.
وتأتي الحادثة بعد إحكام السلطات السورية الجديدة سيطرتها على محافظة درعا، عقب إعلان "اللواء الثامن" حلّ نفسه منتصف نيسان الماضي. وكان اللواء قد شكّلته روسيا عام 2018 من فصائل المعارضة، لكنه سلّم كافة قدراته البشرية والعسكرية لوزارة الدفاع عقب توترات أمنية، أبرزها محاولة اغتيال القيادي العسكري بلال دروبي، الذي توفي متأثرًا بجروحه.
وتشير هذه التطورات إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الانتقالية ماضية في تعزيز حضورها داخل المحافظة، وسط تحديات متراكمة تتعلق بإعادة بناء الثقة والاستقرار في منطقة ظلت في قلب النزاع لسنوات.