نفايات المخيمات تهدد حياة الآلاف شمال سوريا
سامر الخطيب
تتفاقم الأزمة الإنسانية في المخيمات الواقعة شمال سوريا، حيث تعيش آلاف العائلات النازحة في أوضاع بيئية وصحية متردية، نتيجة تراكم كميات كبيرة من النفايات في محيط أماكن سكنهم. فمع توقف العديد من مشاريع الإصحاح التي كانت تنفذها منظمات إنسانية في المنطقة، باتت القمامة تنتشر في الشوارع وبين الخيام، دون وجود حلول واضحة أو تدخلات عاجلة.
يعاني سكان هذه المخيمات من ضعف البنية التحتية بشكل شبه كامل، ولا تتوفر لديهم شبكات صرف صحي أو أنظمة فعالة لجمع النفايات والتخلص منها بشكل آمن. هذا الواقع يفاقم من احتمالية انتشار الأمراض المعدية، خصوصاً في صفوف الأطفال وكبار السن الذين يُعدّون الأكثر عرضة لتأثيرات التلوث وسوء النظافة.
ومما يزيد الطين بلّة، هو الانقطاع المستمر لمياه الشرب النظيفة. حيث تضطر الكثير من العائلات إلى استخدام مياه غير صالحة للاستهلاك البشري في ظل غياب البدائل، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه مثل الإسهال والتهابات الأمعاء. كما أن محدودية الحصول على الغذاء الصحي والنظيف تزيد من هشاشة الأوضاع الصحية داخل المخيمات.
يشير بعض قاطني المخيمات إلى أن المأساة لا تقتصر على غياب المساعدات، بل تتعداها إلى إهمال الجهات المحلية المسؤولة. ويؤكد أحد النازحين من ريف إدلب الجنوبي، ويقطن في مخيم دير حسان، أن الأوضاع باتت لا تُطاق: "توقفت أغلب مشاريع الدعم، ونُركنا نواجه مصيرنا بمفردنا وسط أكوام النفايات والمرض. لم نعد نرى أي تحرك جاد من قبل الجهات المعنية لتحسين أوضاعنا".
ويضيف آخر من نفس المنطقة: "الوضع الإنساني يتدهور يوماً بعد يوم، الفقر منتشر، والحاجة تزداد مع غياب أي دعم حقيقي. المؤسسات المحلية لا تُبدي أي اهتمام، وكأن معاناتنا لا تعنيها".
تأتي هذه الظروف القاسية في وقت لا تزال فيه إمكانية عودة الأهالي إلى قراهم شبه معدومة، بسبب دمار منازلهم بالكامل أو سيطرة أطراف النزاع عليها. ما يجعل من بقائهم في المخيمات خياراً اضطرارياً لا بديل عنه حالياً، رغم سوء الأوضاع.
وتبقى آمال سكان المخيمات معلقة على تحرك فوري من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للعودة إلى تقديم الدعم، وخاصة في مجالات المياه والصحة والنظافة. كما يأمل الأهالي في إيجاد حلول مستدامة تحميهم من خطر الأمراض وتُعيد إليهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
