محاولة فاشلة لنسف اتفاق المصالحة في السويداء عبر قصف قرية الثعلة

لونا جنود - السويداء - خاص اسيا نيوز

2025.05.05 - 06:08
Facebook Share
طباعة

بعد أيام من الجهود الحثيثة والمفاوضات المكثفة التي قادتها شخصيات دينية واجتماعية ووجهاء من محافظة السويداء، بالتنسيق المباشر مع محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، تم التوصل إلى اتفاق محلي شامل يهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة وفتح طريق السويداء - دمشق بعد فترة من التوتر والقطيعة.

الاتفاق الذي جرى بمباركة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية سماحة الشيخ حكمت الهجري، وشيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي، نصّ على تفعيل عمل الشرطة والضابطة العدلية، وعودة القضاء إلى دوره الطبيعي، إضافة إلى إعادة دمج ألفي شاب من أبناء السويداء في أجهزة الشرطة والأمن الداخلي.

وفي خطوة أولى على طريق تنفيذ الاتفاق، قام المحافظ برفقة أعضاء المكتب التنفيذي بزيارة إلى قرية الصورة الكبيرة التي كانت قد تعرضت لهجوم من مجموعات خارجة على القانون. وخلال ساعات، بدأت طريق دمشق – السويداء تشهد عودة تدريجية لحركة المرور، ترافقت مع دخول صهاريج الوقود والمواد الغذائية بعد أيام من الانقطاع.

لكن وفي تطور خطير، تعرضت قرية الثعلة ليلًا إلى قصف بقذائف الهاون والأسلحة الحرارية، في ما وُصف بأنه محاولة مفضوحة من "طرف ثالث" لإفشال الاتفاق، وزعزعة الاستقرار الأمني الذي بدأ يعود إلى المحافظة. القصف جاء متزامنًا مع حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث زورًا عن "حصار أهالي السويداء للمساجد ومناطق البدو"، ما اتضح لاحقًا أنه أخبار مفبركة بغرض التحريض.

ردود الفعل من أبناء السويداء والعشائر البدوية جاءت حاسمة. حيث تجمع عدد من شباب السويداء حول المساجد لحمايتها لا لمحاصرتها، بينما أصدرت عشائر البدو بيانًا ينفي المزاعم عن وجود أي حصار أو توتر بين أبناء المحافظة، مؤكدين أن العلاقة بينهم وبين الموحدين الدروز قائمة على العيش المشترك والاحترام المتبادل.

الرئيس الروحي سماحة الشيخ حكمت الهجري أجرى عدة اتصالات مع الأطراف المعنية، محذرًا من وجود جهات خارجية تسعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي السوري، داعيًا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار خلف الشائعات أو الدعوات للفتنة. كما أصدر تعميمًا ليليًا يمنع تداول الأخبار التحريضية ويشدد على أهمية الحفاظ على وحدة الصف.

ورغم محاولة الهجوم على قرية الثعلة، أكد المسؤولون المحليون أن الاتفاق لا يزال ساريًا، والعمل مستمر لتثبيت دعائم الأمن. وتشير التطورات على الأرض إلى استمرار فتح الطرق وعودة المواد الأساسية إلى الأسواق، ما يُعد مؤشرًا على فشل المخطط الرامي لزرع الفتنة ونسف التهدئة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4