تجدد القتال في السويداء رغم اتفاق التهدئة

سامر الخطيب

2025.05.05 - 12:07
Facebook Share
طباعة

 رغم مرور أيام قليلة فقط على توقيع اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، شهدت المحافظة تجددًا في المواجهات المسلحة، ما يطرح تساؤلات حول جدية تنفيذ الاتفاق ومدى فاعليته على الأرض.


في مساء الأحد 4 أيار، تعرضت قرية الثعلة في ريف السويداء الغربي لقصف بقذائف الهاون ورشقات من الرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الفصائل المحلية المنتشرة في محيط البلدة ومسلحين هاجموا المنطقة من الجهة الغربية. وتسببت هذه التطورات بنزوح جزئي من قرية الدارة القريبة، نتيجة تساقط القذائف.


"حركة رجال الكرامة"، وهي الفصيل المحلي الأبرز في السويداء، نشرت تسجيلًا مصورًا يوثق الاشتباكات، مؤكدة أنها جاءت ردًا على استهداف منازل المدنيين في الثعلة. كما أعلنت عن إرسال تعزيزات ميدانية لدعم مواقعها المتقدمة.


بالتوازي مع هذه التطورات الميدانية، بدأت الحكومة السورية بتنفيذ بعض بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، حيث دخلت وحدات من وزارة الداخلية إلى بلدة الصورة الكبيرة. ومع ذلك، فإن الأحداث المتلاحقة أظهرت هشاشة الاتفاق، خصوصًا في ظل تضارب الرسائل الإعلامية وانتشار الشائعات حول محاصرة مناطق معينة ومحاولات لتأجيج الصراع الطائفي.


رغم نفي هذه الشائعات من قبل فعاليات محلية، فإن حالة من التوتر سادت أوساط السكان، دفعت بعض المجموعات المسلحة في ريف درعا الشرقي إلى شن هجمات بقذائف الهاون على السويداء، بحسب ما أوردته شبكات محلية، وسط تأكيدات بأن هؤلاء المهاجمين "ليسوا من أبناء درعا".


الاتفاق، الذي وُصف بأنه خطوة نحو تهدئة شاملة، نص على جملة من البنود أبرزها: وقف إطلاق النار، وتفعيل قوى الأمن الداخلي من كوادر المحافظة حصريًا، وتأمين طريق دمشق – السويداء، ورفع الحصار عن مناطق عدة. ومع ذلك، فإن الهجوم الذي طال ريف السويداء الغربي يعد خرقًا صريحًا لبند وقف إطلاق النار، ما يثير مخاوف من انهيار الاتفاق قبل أن يدخل حيز التنفيذ الكامل.


تحليلًا للمشهد، فإن تكرار حالات الخرق يُظهر وجود أطراف فاعلة خارج إطار الاتفاق، ما يهدد بفشل أي مسعى للتهدئة ما لم يتم ضبط الوضع الميداني ومحاسبة الجهات المسؤولة عن التصعيد. في المقابل، لا تزال القيادات الروحية والفصائل المحلية تؤكد التزامها ببنود الاتفاق، في محاولة لتفادي الانزلاق نحو جولة جديدة من العنف الواسع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3