انفجار غامض في السويداء يثير القلق

سامر الخطيب

2025.05.03 - 10:53
Facebook Share
طباعة

 تعيش محافظة السويداء السورية على وقع تصاعد غير مسبوق في الأحداث الأمنية، ووقع انفجار داخل مزرعة في بلدة كناكر، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص. اللافت في الحادثة أنها تزامنت مع تحليق طيران مسيّر مجهول في سماء المنطقة، دون تأكيدات رسمية بشأن هوية الطائرة أو الهدف من وجودها.


مصادر محلية تحدثت عن تحليق منخفض لطائرة دون طيار قبيل الانفجار، وسط تضارب الروايات حول الجهة المسؤولة. البعض رجّح أن تكون الطائرة تابعة لقوى خارجية، فيما اعتبر آخرون أنها جزء من طيران مسيّر يستخدم في العمليات العسكرية المحلية.


هذا التطور الدامي يضاف إلى سلسلة من الأحداث التي تعصف بجنوب سوريا، حيث بلغ عدد القتلى خلال الأيام الماضية أكثر من 110 أشخاص، في مناطق متعددة شملت ريف دمشق والسويداء، في ظل احتقان أمني متصاعد وتبادل للسيطرة بين مجموعات محلية وقوات حكومية.
وتُظهر الإحصائيات التقريبية توزع الضحايا على النحو التالي:
20 قتيلاً في منطقة أشرفية صحنايا من عناصر أمن.
14 قتيلاً من المسلحين المحليين في المنطقة ذاتها.
10 قتلى من مجموعات موالية للقوات النظامية في حي جرمانا.
7 ضحايا من أبناء المنطقة خلال اشتباكات في جرمانا.
5 قتلى في بلدة الصور بريف السويداء.
42 شخصاً قضوا في كمين مسلح على طريق دمشق–السويداء.
حالة وفاة بقصف في بلدة صحنايا.
4 قتلى في الانفجار الأخير بمزرعة كناكر.


كما تم تسجيل عدة حالات إعدام ميداني خلال الفترة ذاتها، بعضها داخل أماكن احتجاز مؤقتة وأخرى جرت في العلن، ما يعكس تصعيداً خطيراً في مستوى العنف، وتطوراً يهدد بتفكك أكبر للنسيج الاجتماعي المحلي.


الانفجار في كناكر، رغم أنه لم يكن الأعنف من حيث عدد الضحايا، إلا أنه أثار حالة من القلق بين السكان، خاصة في ظل غياب توضيحات رسمية حول أسبابه وحيثياته. وتزامن الحادث مع أنباء عن نشاط متزايد لطائرات مسيرة في أجواء جنوب سوريا، ما يعزز الشكوك حول دور أطراف خارجية في تأجيج الصراع.


غياب الشفافية حول الجهات الفاعلة في هذه العمليات، سواء أكانت حكومية، محلية، أو خارجية، يُعمّق من أزمة الثقة بين السكان والسلطات، ويزيد من احتمالات الانفجار الاجتماعي والأمني. كما أن التوظيف السياسي للطائفة الدرزية في هذا السياق، سواء من قبل الداخل أو الأطراف الإقليمية، يجعل من الملف أكثر تعقيداً وأقل قابلية للحل السريع.


في ظل هذه المعطيات، تبقى التسوية الحقيقية بعيدة المنال، فيما تتجه المنطقة تدريجياً نحو مرحلة أكثر اضطراباً، قد يصعب احتواؤها ما لم يتم التحرك على المستويين المحلي والدولي لوقف النزيف وفتح قنوات تفاوض جدّية تضمن حقوق المدنيين وتحفظ استقرار الجنوب السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2