شرق الفرات: تعزيزات أمريكية وسط تصاعد هجمات داعش

سامر الخطيب

2025.05.01 - 12:15
Facebook Share
طباعة

 في مشهد يعكس التوتر المستمر في شمال شرق سوريا، شهد شهر نيسان 2025 نشاطا مكثف لقوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، وهجمات متصاعدة لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق سيطرة “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية).


التحالف الدولي يعزز وجوده شمال شرق سوريا
شهد شهر نيسان سلسلة من التعزيزات العسكرية الضخمة التي دفعت بها الولايات المتحدة إلى قواعدها في ريفي الحسكة والرقة، في مقدمتها قاعدتا الشدادي وقسرك. ووفقاً للتوثيقات فقد دخلت 344 شاحنة محملة بالمعدات العسكرية واللوجستية و8 طائرات شحن إلى شمال شرق سوريا خلال الشهر ذاته.
توزعت التعزيزات على شكل:
- معدات دفاعية متطورة: أنظمة رادار، مضادات للطائرات المسيّرة، وكاميرات حرارية.
- أسلحة وعتاد قتالي: عربات مصفحة، ذخائر، وأسلحة رشاشة.
- دعم لوجستي واسع: مولدات كهرباء، غرف مسبقة الصنع، وصهاريج وقود.


هذا التواجد الكثيف ترافق مع تدريبات عسكرية مشتركة مع "قسد"، شملت محاكاة لهجمات بالطائرات المسيّرة واستخدام الذخيرة الحية، خصوصاً في حقل العمر النفطي وقاعدة خراب الجير.


لكن اللافت في هذه التحركات كان إعادة تموضع أمريكي تدريجي، تمثل في سحب معدات من قواعد كونيكو والعمر في دير الزور إلى الحسكة، مع بقاء عدد محدود من القوات إلى حين صدور أوامر بالانسحاب الكامل، مما يدل على تحول استراتيجي في الانتشار العسكري الأمريكي باتجاه قواعد أكثر أماناً وفعالية في الشمال.


داعش يستغل الفراغات: 23 هجوماً في نيسان
على الجانب الآخر، كثفت خلايا “تنظيم الدولة الإسلامية” نشاطها خلال نيسان، منفذةً 23 عملية أمنية أدت إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من "قسد" وقوات الدفاع الذاتي، معظمهم في دير الزور.
الهجمات تميزت بـ:
- الكمائن والاغتيالات الفردية.
- الهجوم على حواجز ونقاط عسكرية بقذائف RPG.
- استخدام الدراجات النارية والعبوات الناسفة.
- استهداف شخصيات مدنية بتهم "التعاون" أو "السحر".


ومن بين أبرز العمليات:
- اغتيال صاحب مكتب حوالات لرفضه دفع "الزكاة".
- هجوم مباشر على حاجز أمني بين الشحيل والحوايج.
- هجمات متعددة في بلدة الجرذي التي باتت بؤرة متكررة لهجمات التنظيم.


هذا النشاط يعكس قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه واستغلال الهشاشة الأمنية في بعض المناطق.


المنطقة مقبلة على صراع استنزاف طويل الأمد، تتداخل فيه الأجندات الدولية مع بقايا التنظيم المتطرف والتوازنات المحلية الهشة. وفي ظل عدم وجود أفق لحل سياسي شامل، تبقى المنطقة الشرقية من سوريا رهينة لتغيرات الميدان، مع تصاعد المخاوف من عودة التنظيم بطرق جديدة، وتراجع نسبي في قدرة القوى المحلية على ملء الفراغ الأمني.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8