تعميم مزوّر يشعل التوتر في الشمال السوري

سامر الخطيب

2025.04.30 - 12:27
Facebook Share
طباعة

 في خضم تصاعد التوترات الطائفية والاجتماعية في سوريا، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية تعميماً مزوراً نُسب زوراً إلى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، يتضمن قرارات مثيرة للجدل وذات طابع استفزازي، وسط تحذيرات من الانجرار خلف دعوات الفتنة وخطابات التحريض.


وجاء في التعميم المزوّر، الذي زُعم أنه صدر بتاريخ 29 نيسان 2025، عدة بنود تنصّ على “منع رفع علم حكومة دمشق في مناطق الإدارة الذاتية (روجافا)، ومعاقبة من يخالف القرار بالسجن ثلاثة أشهر وغرامة مالية قدرها 500 دولار أمريكي، مع تحويله إلى القضاء”.

لكن مصادر مطلعة نفت بشكل قاطع صحة هذا التعميم، مؤكدة أنه لا يمت للإدارة الذاتية بصلة، واعتبرته محاولة مكشوفة لإثارة الفوضى والانقسام.


يأتي انتشار هذا التعميم المزوّر تزامناً مع حالة من التوتر الطائفي والاجتماعي المتصاعد في عدد من المناطق السورية، لا سيما في مدينتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، التي شهدت اشتباكات دامية.


كما امتد تأثير هذا التوتر إلى مناطق أخرى مثل حلب وحمص، حيث رُصدت مظاهر احتقان شعبي داخل أوساط طلابية وشبابية، على خلفية ما اعتُبر محاولة لزرع فتنة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي السوري.


محاولة لإشعال الهويات والانقسام
اللافت في توقيت نشر هذا التعميم المزوّر، هو تزامنه مع تصعيد ميداني وأمني في مناطق متعددة من سوريا، ما يشير إلى وجود حملة ممنهجة لتغذية الانقسام بين مكونات المجتمع، سواء من خلال افتعال صراعات على الأرض أو عبر إشاعة أخبار ومراسيم مزيفة تتلاعب بالمشاعر والانتماءات.


استخدام رمزية "العلم" في نص التعميم المزوّر لم يكن عبثياً؛ إذ يحمل العلم دلالة سياسية ووطنية حساسة في السياق السوري، ما يجعل المساس به مدخلاً فعالاً لإثارة الفتن وخلق استقطاب حاد بين المواطنين.


في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبرز الحاجة الماسة إلى التعامل بحذر ومسؤولية مع ما يُتداول على وسائل التواصل، خاصة في ما يتعلق بالمراسلات والوثائق "الرسمية"، التي باتت تُستخدم بشكل متزايد كأدوات للتحريض وتشويه الحقائق.


دعوة للوعي والتماسك
في مواجهة هذه المحاولات، يُحذر ناشطون وفاعلون مدنيون من مغبة الانجرار وراء الخطابات التحريضية أو الوثائق غير الموثقة، مؤكدين أن ما يجري هو استهداف مباشر لوحدة الشعب السوري، ومحاولة لضرب أي إمكانية لإعادة بناء الثقة المجتمعية.


ويؤكدون أن مواجهة هذه الحملات لا تكون فقط بتفنيدها، بل بنشر الوعي، ودعم الخطاب العقلاني، والتمسك بالمصالح الوطنية الجامعة، بعيداً عن أي استثمار سياسي أو طائفي قد يؤدي إلى الانزلاق نحو مواجهات دامية لا رابح فيها سوى الفوضى.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9