عائلات عراقية تغادر “الهول” نحو بلادها
سامر الخطيب
غادرت دفعة جديدة من العائلات العراقية مغادرة مخيم "الهول" الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، في خطوة متكررة ضمن خطة منسقة بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة العراقية لإعادة العراقيين من المخيم إلى ديارهم.
وذكرت وكالة "هاوار" المقربة من الإدارة الذاتية، الثلاثاء 15 نيسان، أن نحو 866 شخصًا من 241 عائلة غادروا المخيم باتجاه العراق. وتمت عملية النقل وسط إجراءات أمنية مشددة، بمرافقة قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وبتنسيق مباشر مع التحالف الدولي، حيث عبرت القافلة الحدود السورية-العراقية من معبر "اليعربية".
يمثل هذا التحرك الدفعة الثامنة من العراقيين الذين يتم إعادتهم إلى بلدهم من مخيم "الهول"، والذي يضم الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى نازحين آخرين من مختلف الجنسيات. وتأتي هذه الخطوات في إطار خطة تنسيقية بين لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي والإدارة الذاتية، بهدف معالجة أوضاع العالقين في المخيم وتسريع وتيرة إعادتهم.
وبحسب موقع "شفق" الإخباري العراقي، فإن السلطات العراقية أرسلت نحو 20 حافلة إلى المخيم لنقل العائلات، وسط انتشار أمني مكثف بمشاركة مدرعات أمريكية لتأمين الرحلة حتى الوصول إلى الأراضي العراقية. وأكد شكري الحجي، مسؤول مكتب الخروج في مخيم "الهول"، أن العمل جارٍ على إخراج المزيد من العائلات الراغبة بالعودة خلال العام الحالي.
ويُعد "الهول" من أكثر المخيمات تعقيدًا في المنطقة، إذ يضم قرابة 39 ألف شخص، حسب أرقام الإدارة الذاتية. يُقدر عدد العراقيين في المخيم بـ17 ألف شخص، بينما يعيش فيه أيضًا 15 ألف سوري، ونحو 7000 شخص من جنسيات أجنبية أخرى.
في نهاية آذار الماضي، غادرت دفعة أخرى من 190 عائلة (نحو 700 شخص) المخيم أيضًا باتجاه العراق، ما يعكس استمرارية الجهود لتقليص أعداد القاطنين فيه. ويواجه المخيم تحديات إنسانية وأمنية كبيرة، خصوصًا مع وجود عناصر متشددة بين السكان، مما يزيد من تعقيد عمليات الإعادة والتأهيل.
وتأتي هذه التحركات ضمن إطار خطة دولية أطلقتها الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية، منذ بداية العام الجاري، لدعم إعادة إدماج العائدين من مخيمي "الهول" و"روج" في مجتمعاتهم المحلية داخل العراق. وتهدف هذه الخطة إلى توفير برامج إعادة تأهيل نفسية واجتماعية للأسر، خاصة تلك التي لديها أفراد كانوا على صلة بتنظيم "الدولة".
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت سابقًا أنها تسلمت أكثر من 11 ألفًا من رعاياها العائدين من المخيم منذ انطلاق عمليات الإعادة.
يعود تأسيس مخيم "الهول" إلى عام 1991 لإيواء اللاجئين العراقيين الفارين من حرب الخليج الثانية، قبل أن يُعاد افتتاحه في 2003 عقب الغزو الأمريكي للعراق. وفي عام 2013، سيطر تنظيم "الدولة" على المخيم، إلى أن استعادت "قسد" السيطرة عليه عام 2015 بدعم من التحالف الدولي.
