إسرائيل وسوريا: رسالة إلى تركيا وتصعيد عسكري في الأفق؟

سامر الخطيب

2025.04.09 - 02:15
Facebook Share
طباعة

 في 3 أبريل/نيسان، شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية سورية في حماة ومطار تي-4 بالقرب من حمص، مستهدفةً منشآت كانت جزءًا من بنية النظام السوري العسكرية. الغارات التي وصفتها إسرائيل بأنها دمرت مواقع حساسة كانت تحمل رسائل متعددة، أبرزها رسالة إلى تركيا التي تسعى لتعزيز وجودها العسكري في سوريا. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تسعى إسرائيل لتصعيد المواجهة العسكرية في سوريا، وهل يمكن أن نشهد تحولًا في العلاقة بين إسرائيل وتركيا؟


الضربات الإسرائيلية: أكثر من مجرد أهداف عسكرية
حسب البيانات الإسرائيلية، فإن الغارات الجوية استهدفت منشآت عسكرية رئيسية في سوريا، مثل الطائرات والرادارات والمدارج في مطار تي-4، بالإضافة إلى تدمير بنية تحتية أخرى في حماة ودمشق. لكن الأبعاد السياسية للعملية تبدو أوسع من مجرد تدمير أهداف عسكرية، حيث تعتبر إسرائيل أن هذه الضربات كانت بمثابة تحذير لتركيا التي قد تسعى لتعزيز وجودها في سوريا، خصوصًا في قاعدة تي-4. هذه الرسالة تعكس القلق الإسرائيلي من أنقرة وتحركاتها العسكرية التي قد تُقوض نفوذ إسرائيل في المنطقة.


الهدف من الغارات: مواجهة على أكثر من جبهة
إسرائيل، التي لطالما كانت حريصة على إضعاف أي وجود عسكري تهديدي على حدودها، لم تتوقف عن تنفيذ ضربات جوية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، وركزت بشكل خاص على مواقع إيرانية وحزب الله. ومع تطورات الوضع في سوريا، ازداد القلق الإسرائيلي من استقرار النظام السوري الجديد، خاصة في ظل التغييرات السياسية والعسكرية التي قد تؤدي إلى إعادة تموضع القوى في المنطقة. بالنسبة لإسرائيل، فإن أي تحركات قد تهدد استقرار حدودها أو تمنح القوى المعادية القدرة على شن هجمات صاروخية قد تكون ضربةً استباقية ضرورية.


رسالة إلى تركيا: هل فهمت أنقرة التحذير؟
الرسالة الإسرائيلية التي تم توجيهها إلى تركيا، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، تتعلق بعدم السماح بأنقرة بإنشاء قواعد عسكرية في سوريا أو التوسع في التدخلات التي قد تمس بالوجود الإسرائيلي في الأجواء السورية. في هذا السياق، يبدو أن تركيا قد فهمت الرسالة، حيث عبر وزير الخارجية التركي عن رفض بلاده للصراع المباشر مع إسرائيل في سوريا، واصفًا الضربات بأنها تعديات على الأراضي السورية.


التصعيد العسكري: هل تذهب إسرائيل بعيدًا؟
من الواضح أن إسرائيل تدير تحركاتها العسكرية في سوريا بعناية، في وقت يزداد فيه تعقيد الصراع الداخلي السوري. مع استمرار انشغال إسرائيل في جبهات متعددة، من غزة إلى الضفة الغربية، فإن انخراطها في مواجهة مفتوحة مع تركيا يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن إسرائيل ستظل تراقب عن كثب أي تحركات تركية قد تؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة. التحديات العسكرية التي تواجهها إسرائيل، سواء في لبنان أو سوريا، قد تعني أن أي تصعيد ضد تركيا سيكون خطوة محفوفة بالمخاطر، خاصة مع الحضور الروسي في المنطقة.


الوجود التركي في سوريا: نظرة إسرائيلية ومخاوف من النفوذ المتزايد
تعتبر إسرائيل أن تركيا قد تتخذ خطوة لتعزيز نفوذها في سوريا، سواء عبر تمويل الجيش السوري أو دعم مجموعات محلية، وهذا يطرح تهديدًا مباشرًا للأمن الإسرائيلي في ظل الصراع على النفوذ بين القوى الكبرى في المنطقة. تركيا، التي لديها علاقات مع روسيا وإيران، تسعى إلى زيادة سيطرتها العسكرية عبر إنشاء قواعد ومواقع استراتيجية، مثل قاعدة تي-4، في حين أن إسرائيل ترى في هذه التحركات تهديدًا للقدرتها على فرض الهيمنة على الأجواء السورية.


ماذا في الأفق؟
بينما يبقى التصعيد العسكري بين إسرائيل وتركيا بعيدًا في الوقت الحالي، فإن التوترات المتزايدة في سوريا تشير إلى أن الوضع قد يتغير في أي لحظة. ويبدو أن التصعيد الإسرائيلي سيكون مرتبطًا بأهداف أمنية محددة، ولكن هل ستتغير هذه الحسابات إذا تدخلت تركيا بشكل أكبر في الشؤون السورية؟ على الأرجح، ستواصل إسرائيل مراقبة الوضع عن كثب، مع إمكانية اتخاذ إجراءات متزايدة في حال استشعارها لأي تهديدات مباشرة.


خاتمة: مواجهة غير مباشرة أم تصعيد حتمي؟
الحسابات العسكرية والسياسية تشير إلى أن إسرائيل ستظل تركز على ضمان عدم وجود تهديدات عسكرية على حدودها، سواء من إيران، حزب الله، أو تركيا. ومع ذلك، فإن أي تصعيد عسكري قد يُفضي إلى مواجهة مع تركيا سيكون خيارًا محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل انشغالها بالجبهات الأخرى وتوازناتها الإقليمية المعقدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5