في ظل التطورات الأخيرة في محافظة درعا، وخاصة بعد الاشتباكات التي وقعت بين القوات الإسرائيلية والفصائل المحلية في منطقة "سد الجبيلية"، نستضيف الناشط انس المحاميد للحديث عن هذه المستجدات وانعكاساتها على المنطقة.
س: كيف تقيّمون الوضع الحالي في محافظة درعا بعد الاشتباكات الأخيرة؟
ج: الوضع في درعا متوتر للغاية. الاشتباكات التي اندلعت في منطقة "سد الجبيلية" بين الفصائل المحلية والقوات الإسرائيلية تشير إلى تصعيد خطير. الهدوء النسبي الذي نشهده الآن يبدو مريبًا، خاصة مع استمرار التحركات الليلية للفصائل المحلية في محيط المنطقة.
س: ما هي الأهمية الاستراتيجية لمنطقة "تل الجموع" التي تسعى القوات الإسرائيلية للسيطرة عليها؟
ج: "تل الجموع" يُعتبر موقعًا استراتيجيًا مهمًا في الريف الغربي لدرعا. السيطرة عليه تمنح القوات الإسرائيلية إشرافًا ناريًا على كامل القطاع الغربي من ريف درعا، مما يتيح لها التحكم في المناطق المحيطة والوصول إلى نقاط حيوية مثل بلدة الحارة و"تل الحارة" المعروف بأهميته العسكرية.
س: كيف تنظرون إلى تحركات الفصائل المحلية في مواجهة التوغلات الإسرائيلية؟
ج: الفصائل المحلية أظهرت استعدادًا كبيرًا للتصدي لأي محاولات توغل إسرائيلية. رغم الضغوط والتهديدات، رفضت هذه الفصائل تسليم أسلحتها أو الاندماج في قوات وزارة الدفاع المشكلة حديثًا. هذا الرفض ينبع من قناعة بضرورة الحفاظ على القدرة الدفاعية لحماية المناطق المحلية من أي اعتداءات.
س: هل هناك تنسيق بين الفصائل المحلية والجهات الحكومية في دمشق؟
ج: التنسيق محدود جدًا. الفصائل المحلية تعمل بشكل مستقل إلى حد كبير، وهناك توتر واضح بين هذه الفصائل والجهات الحكومية، خاصة مع محاولات دمشق فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة. العديد من الفصائل ترفض تسليم أسلحتها أو الخضوع لسلطة دمشق، مما يزيد من تعقيد المشهد.
س: ما هي الرسائل التي يمكن استخلاصها من التحركات الإسرائيلية الأخيرة في درعا؟
ج: التحركات الإسرائيلية تشير بوضوح إلى نية إسرائيلية لإقامة منطقة نفوذ مستدامة داخل الأراضي السورية. التركيز على مناطق مثل "تل الجموع" و"سد الجبيلية" يعكس رغبة في السيطرة على مواقع استراتيجية تتيح لها التحكم في الموارد المائية والزراعية، بالإضافة إلى تأمين حدودها الشمالية من أي تهديدات محتملة.
س: كيف يمكن لأهالي درعا والمجتمع الدولي التعامل مع هذه التحديات؟
ج: على أهالي درعا تعزيز وحدتهم وتنسيق جهودهم لمواجهة هذه التحديات. المجتمع الدولي مطالب بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها واحترام السيادة السورية. كما يجب دعم الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار حقيقي في المنطقة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.