انسحاب "قسد" من أحياء حلب الشمالية.. بداية تنفيذ اتفاق تاريخي مع دمشق

سامر الخطيب

2025.04.05 - 10:52
Facebook Share
طباعة

 بدأت يوم، الجمعة 4 نيسان، أولى خطوات تنفيذ الاتفاق المبرم بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، بانسحاب رتل عسكري من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في القسم الشمالي من مدينة حلب، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لإعادة دمج هذه المناطق بالمؤسسات الحكومية الرسمية.


وذكر مصدر محلي أن الرتل المنسحب ضم نحو 500 مقاتل من قوات "قسد"، مزودين بأسلحتهم الفردية، ورافقه عناصر من الأمن العام السوري لتأمين طريق الخروج.


وأكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) خروج أول رتل عسكري لقوات "قسد" من المدينة، تحت إشراف وزارة الدفاع، باتجاه مناطق سيطرتها شرق الفرات. من جهتها، قالت وكالة "هاوار" المقربة من "قسد" إن الانسحاب يأتي تنفيذًا لبنود الاتفاق بين "المجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية" والحكومة السورية، والذي تم توقيعه في الأول من نيسان الجاري.


وأشارت الوكالة إلى أن "وحدات حماية الشعب" و"وحدات حماية المرأة" أعلنت انسحابها من الحيين، مع تسليم المهام الأمنية داخلهما لقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، التابعة للإدارة الذاتية، والتي ستبقى داخل الأحياء بأسلحتها الخفيفة إلى حين استكمال الإجراءات.


عبد الكريم ليلة، مدير مديرية الإعلام في حلب، أوضح أن خروج "قسد" يشمل جميع الفصائل العسكرية المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن الكوادر المدنية سيتم دمجها تدريجيًا بوزارة الداخلية السورية. وأضاف أن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) ستستمر في مهامها الأمنية مؤقتًا إلى حين دخول الأمن العام التابع لوزارة الداخلية لاستلام إدارة الملف الأمني بالكامل.


كما أشار ليلة إلى أن الإدارة المحلية والخدمية في الحيين ستكون مشتركة بين الكوادر الحكومية وتلك العاملة سابقًا ضمن "الإدارة الذاتية"، وسيجري دمجها ضمن مؤسسات الدولة كل حسب اختصاصه، وفقًا لأنظمة الإدارة المحلية السورية.


ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، أُفرج عن أكثر من 200 موقوف يوم الخميس 3 نيسان، ضمن عملية تبادل أسرى بين الطرفين. وقال المقدم محمد عبد الغني، مدير الأمن الداخلي في حلب، خلال مؤتمر صحفي إن الاتفاق ينص على تبييض السجون بالكامل في مراحل لاحقة، مؤكدًا أن عدد الموقوفين لدى الطرفين يتجاوز 600 شخص.


نائب محافظ حلب، علي حنورة، أكد أن الاتفاق الذي يُنفّذ حاليًا ينبثق عن اتفاق شامل جرى توقيعه في 10 آذار الماضي بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد قوات "قسد"، مظلوم عبدي. وينص الاتفاق على انسحاب القوات العسكرية من الشيخ مقصود والأشرفية، ودمج "قسد" ومؤسساتها العسكرية والمدنية ضمن هيكلية الدولة السورية.


ومنذ عام 2015، كانت "قسد" تسيطر بشكل كامل على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، واستمرت في ذلك حتى بعد دخول "إدارة العمليات العسكرية" إلى حلب في 30 تشرين الثاني 2024، والتي تشكل النواة الأساسية للسلطة العسكرية الجديدة في المدينة.


وشهدت الأحياء اشتباكات متفرقة عقب دخول "إدارة العمليات"، قبل أن تهدأ الأوضاع تدريجيًا. في المقابل، عرفت المناطق المحيطة، خاصة حي الليرمون، عمليات قنص متكررة أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

 

ورغم وضوح بنود الاتفاق بشأن انسحاب القوات العسكرية، إلا أن مصير "الأسايش" داخل الحيين لا يزال غير محسوم بالكامل، إذ لم يصدر تعليق رسمي من قوات "قسد" أو "الإدارة الذاتية" حول تفاصيل المرحلة التالية من الاتفاق، وسط ترقب شعبي لما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القادمة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4