مخيم الهول ومخيمات داعش في سوريا: الواقع والتحديات

سامر الخطيب

2025.03.30 - 02:44
Facebook Share
طباعة

 تستمر العائلات العراقية في مغادرة مخيم الهول الواقع شمال شرق سوريا، ضمن جهود تهدف إلى تسهيل العودة الطوعية للعائلات العراقية إلى موطنها الأصلي. ويجري هذا التنسيق بين إدارة المخيم والسلطات العراقية في إطار مساعٍ لتخفيف العبء عن المخيم وتحسين الأوضاع الإنسانية للعائلات التي ترغب في العودة.


في 12 آذار، غادرت 150 عائلة من عوائل تنظيم "الدولة الإسلامية" مخيم الهول متوجهة نحو الأراضي العراقية، وسط تحليق مكثف لمروحيات "التحالف الدولي". وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي للعائلات الراغبة بالمغادرة كان أكبر، إلا أن بعضهم رفض الخروج لأسباب أمنية.


من جانبه، أشارت مصادر مقربة من قسد إلى مغادرة 168 عائلة عراقية أخرى للمخيم، حيث بلغ عدد الأفراد المغادرين 681 شخصًا، وهو ما يعكس استمرار عمليات إعادة العائلات إلى العراق.


مساعي إعادة السوريين من المخيمات
تسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى إفراغ المخيمات من السوريين الراغبين في العودة إلى مناطقهم الأصلية، حيث أعلنت في 23 كانون الثاني 2024 عن إعادة تفعيل برنامج العودة الطوعية للسوريين المقيمين في مخيم الهول. وأكدت الإدارة الذاتية أنها ستقدم جميع التسهيلات اللازمة لضمان عودتهم بأمان، مشيرةً إلى أن هذا القرار كان قد أُعلن عنه لأول مرة عام 2020، إلا أن كثيرًا من العائلات كانت تخشى العودة بسبب المخاوف من النظام السوري.


في 4 آذار، غادرت قافلة مكونة من 80 عائلة من القاطنين في مخيم العريشة بريف الحسكة إلى ديارهم في دير الزور وريفها، وبلغ عدد الأفراد في هذه القافلة 471 شخصًا، ما يعكس تسارع وتيرة عمليات الإجلاء الطوعي للسوريين.


التحديات في ترحيل المحتجزين الأجانب
بينما تستمر الجهود لإعادة العراقيين والسوريين، لا تزال العديد من الدول الأوروبية تتسلم رعاياها، وخاصة الأطفال، بموجب اتفاقيات مع "الإدارة الذاتية". وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الآلاف من مواطني هذه الدول محتجزين في مخيمي الهول وروج بريف الحسكة.


في 3 آذار، سلمت "الإدارة الذاتية" طفلين وامرأتين من عائلات "التنظيم" إلى جمهورية النمسا، بعد زيارة وفد حكومي نمساوي إلى إقليم شمال وشرق سوريا. إلا أن هذا الملف يظل معقدًا، حيث تحجم العديد من الدول عن استعادة مواطنيها، خوفًا من المخاطر الأمنية المحتملة.


مخيم الهول: الواقع الإنساني والمخاطر الأمنية
يعتبر مخيم الهول أحد أكثر المخيمات تعقيدًا في سوريا، حيث يضم عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين، بينهم عائلات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى جانب المدنيين الذين تقطعت بهم السبل. ويواجه المخيم تحديات أمنية كبيرة، إذ يشهد محاولات فرار متكررة، بالإضافة إلى انتشار الفكر المتطرف بين بعض سكانه.


وتشير التقارير إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ بشبكات دعم داخل المخيم، ما يزيد من تعقيد عملية إدارة الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك. كما يعاني المخيم من نقص الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة، ما يجعل الأوضاع الإنسانية أكثر صعوبة.


مستقبل المخيمات وإعادة التأهيل
تطرح قضية مخيم الهول ومخيمات داعش في سوريا تحديات كبيرة أمام المجتمع الدولي والإدارة الذاتية على حد سواء. فمن ناحية، تمثل عودة العائلات العراقية والسورية خطوة مهمة نحو تفكيك هذه المخيمات، لكنها لا تزال غير كافية لحل المشكلة بشكل جذري. إذ أن غياب برامج إعادة التأهيل والمساءلة لمن تورطوا في أنشطة متطرفة يجعل من الصعب إعادة دمج هؤلاء الأفراد في مجتمعاتهم الأصلية.


كما أن رفض العديد من الدول استعادة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم يزيد من تعقيد الأزمة، حيث تبقى المئات من النساء والأطفال محتجزين في بيئة غير مستقرة، ما قد يسهم في خلق جيل جديد من المتطرفين.


لذلك، تحتاج هذه القضية إلى حلول متكاملة تشمل جهودًا أمنية وإنسانية، بالإضافة إلى برامج تأهيل وإعادة اندماج تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال، لضمان عدم تحول المخيمات إلى بؤر جديدة للتطرف في المستقبل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9