شهدت ساحة الأمويين في دمشق، أمس، وقفة احتجاجية رفضًا للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، والتي أسفرت أخيرًا عن استشهاد سبعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، جراء قصف جوي ومدفعي استهدف محيط بلدة كويا في ريف درعا، الثلاثاء الماضي، بعد تصدي مجموعة من الشبان لقوات العدو التي اقتحمت البلدة.
ورفع المشاركون، الذين لم يتجاوز عددهم العشرات، لافتات ورددوا هتافات تؤكد على أن "سوريا ستبقى حرة عصية على الطامعين"، مطالبين بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يحتلها، وفقًا لما نقلته الوكالة السورية للأنباء.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال توغلها في مناطق الجنوب السوري، مستهدفة الأمن المائي للبلاد، ومضيّقة على تحركات الأهالي، لا سيما في وادي اليرموك التابع لمنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، صباح أمس، ثلاثة شبان من بلدة كويا، هم حسين رمضان، وياسر رمضان، وباسل الظاهر، أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية، واقتادتهم إلى "ثكنة الجزيرة"، التي تُعد النقطة الأساسية للاحتلال في ريف درعا، حيث خضعوا للتحقيق قبل إطلاق سراحهم مساء.
ونقلت صحيفة "الأخبار" أن ضباط العدو حمّلوا الشبان رسالة تهديد إلى أهالي القرية، مفادها أن "الموت سيكون مصير كل من يقترب من منطقة وادي اليرموك في الجزء القريب من بلدة كويا، نظراً لاعتبارها منطقة عسكرية محظورة"، مهددين بإطلاق النار على أي تحرك في المنطقة دون إنذار مسبق.
إلى جانب التهديدات، ركّز محققو الاحتلال خلال استجوابهم المعتقلين على محاولة كشف هوية المشاركين في المواجهات الأخيرة في كويا، وما إذا كان بعضهم قد نجا من الاشتباك، بالإضافة إلى الاستفسار عن كميات وأنواع الأسلحة الموجودة في كويا ومنطقة حوض اليرموك، وأماكن تخزينها.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاحتلال بتوسيع نفوذه في وادي اليرموك، بعد أن حوّل المزارع التابعة لقرية معرية إلى منطقة عسكرية محظورة منذ الثامن من شباط الماضي. ووفق مصادر عشائرية، فإن الاحتلال يسعى إلى فرض سيطرة أوسع على القرى المحيطة، من خلال إقامة نقاط عسكرية جديدة، ما قد يؤدي إلى إغلاق الطرق التي تربط المنطقة بباقي الأراضي السورية في درعا والقنيطرة، وإحكام حصاره على السكان، كما هو الحال في قرى ريف القنيطرة الشمالي.
وكان الاحتلال قد دخل "ثكنة الجزيرة" الواقعة في حوض اليرموك، في التاسع من كانون الأول الماضي، وتمركز فيها بشكل دائم، حيث نفذ منذ ذلك الحين عمليات استطلاع وتجريف لنقاط عسكرية تابعة للجيش السوري في محيط قرى الحوض، في خطوة قد تُمهد لإنشاء مواقع عسكرية جديدة في المنطقة.