لماذا يهرب المقاتلون من نبع السلام؟

2025.03.27 - 12:00
Facebook Share
طباعة

 
شهدت منطقة "نبع السلام" في ريف الحسكة الشمالي الغربي حادثة جديدة تمثلت في مغادرة ثلاثة عناصر من فصيل "السلطان مراد" مواقعهم، بعد منتصف ليلة الثلاثاء – الأربعاء، متجهين نحو مناطق أخرى داخل الأراضي السورية بعد اجتيازهم الساتر الترابي الفاصل.


وفقًا لمصادر محلية، جاءت هذه الخطوة نتيجة تأخر صرف رواتب المقاتلين لمدة شهرين متتاليين، مما زاد من حالة الاستياء والضبابية التي تسيطر على الأوضاع داخل صفوف الفصيل، وفي محاولة لتأمين أنفسهم ماليًا قبل مغادرتهم، قام العناصر الثلاثة ببيع ممتلكاتهم في مدينة رأس العين، ما يعكس حجم الإحباط الذي يعانيه العديد من المقاتلين في المنطقة.


حالة استياء متزايدة
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبقتها حادثة مماثلة في 23 مارس الماضي، حين تمكن خمسة عناصر من فصيل "الحمزات" من مغادرة منطقة "نبع السلام" بنفس الطريقة، متجهين نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في محاولة منهم للعودة إلى مناطقهم الأصلية داخل سوريا. هذه الحوادث المتكررة تؤشر إلى وجود أزمة متفاقمة داخل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، حيث تتزايد حالات الفرار نتيجة عدم وضوح المستقبل الأمني والمالي للمقاتلين.


انعكاسات الفرار على الوضع الأمني
تشير هذه التطورات إلى تراجع سيطرة الفصائل المسلحة على عناصرها، ما قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية في صفوفها، خاصة مع استمرار التأخير في صرف الرواتب وغياب رؤية واضحة لمستقبل هؤلاء المقاتلين. كما أن مغادرة العناصر وبيع ممتلكاتهم في رأس العين قد يكون مؤشرًا على فقدان الثقة في الاستقرار بالمنطقة.


التأخير المستمر في دفع الرواتب يشير إلى تراجع التمويل أو إعادة توجيه الموارد نحو أولويات أخرى، مما يدفع المقاتلين إلى البحث عن خيارات بديلة تضمن لهم مصدر دخل مستقر.


تعكس هذه الحوادث المتكررة حالة الإحباط التي يعيشها عناصر الفصائل المسلحة في "نبع السلام"، في ظل غياب أفق واضح لمستقبلهم المعيشي والقتالي. ومع استمرار هذه الظاهرة، قد نشهد مزيدًا من عمليات الفرار والانشقاق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9