هجوم على قائد "المجلس العسكري للسويداء" .. ما التفاصيل؟

رزان الحاج

2025.03.24 - 12:24
Facebook Share
طباعة

 أعلن "المجلس العسكري للسويداء" تعرض قائده، طارق الشوفي، لهجوم مسلح في منزله ببلدة الكفر في محافظة السويداء، مساء السبت، من قبل مجموعة يُعتقد أنها تنتمي إلى المجلس نفسه، وطالبت بدفع رواتبها.


ووفقًا لبيان صادر عن المجلس، نشره عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أطلق المهاجمون النار بشكل عشوائي نتيجة تصاعد التوتر. وأكد المجلس أن هؤلاء الأفراد تعرضوا لما وصفه بـ"التغرير" من قبل جهات لم يسمها، بهدف التشويش على النجاحات التي يدّعي تحقيقها.


شدد المجلس في بيانه على أنه لم يعد أي منتسب برواتب في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن صرف الرواتب مرتبط بافتتاح مكاتب الانتساب وتسجيل عقود التطويع. كما أشار إلى أن هذه الهجمات التي وصفها بـ"غير المسؤولة" لن تثنيه عن مواصلة جهوده في بسط الأمن والاستقرار في المنطقة.


وأضاف المجلس أنه تمكن من تحقيق عدة نجاحات، من بينها "توحيد الصف داخل المحافظة، وتعزيز ثقة الأهالي بالمجموعات التابعة له، والقبض على المخربين، ومصادرة العديد من المسروقات، ووقف التعديات على الممتلكات العامة".


تأسيس "المجلس العسكري للسويداء"
تأسس "المجلس العسكري للسويداء" بعد يوم من سقوط النظام السوري. ودعا المجلس، عبر بيان مصور، جميع من يحمل السلاح إلى الانضمام إليه والتنسيق معه، بهدف "حماية المؤسسات وتنظيم السلاح".


ومنذ تأسيسه، انضمت إلى المجلس عدة تشكيلات، ويتألف غالبية عناصره من أبناء الطائفة الدرزية. إلا أن المجلس واجه اتهامات بارتباطه بإسرائيل، خاصة مع تزامن إعلانه مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تحدث فيها عن ضرورة حماية الأقلية الدرزية جنوب سوريا ونزع السلاح من حكومة دمشق في السويداء والقنيطرة ودرعا. كما ظهر أحد مقاتليه في مقطع مصور وهو يعلن ولاءه لإسرائيل.


في المقابل، نفى قائد المجلس، طارق الشوفي، هذه الاتهامات، مؤكدًا أن مشروعه "وطني"، لكنه يدعو إلى الفدرالية واللامركزية. كما صرح الشوفي بتنسيقه مع دول التحالف الدولي، موجّهًا الشكر لكل من يدعم موقفه ويساهم في "حماية الطائفة الدرزية واستقرار المنطقة".


موقف الفصائل المحلية والمرجعيات الدينية
على الرغم من إعلان "المجلس العسكري للسويداء" عن نواياه التوسعية، إلا أن دعواته لم تلقَ استجابة من كبرى الفصائل العسكرية في المحافظة، والتي شكلت بدورها تجمعات تحت مسمى "غرف العمليات". كما رفضت العديد من المرجعيات الدينية، من بينها الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الاعتراف بالمجلس، مؤكدة أنه لا يمثل أهالي المحافظة.


أحداث متصاعدة
وشهدت السويداء توترًا متزايدًا في الفترة الأخيرة، حيث هاجم عناصر من "المجلس العسكري" مشاركين في احتفالية الذكرى السنوية للثورة السورية في ساحة الكرامة وسط المدينة، بعد محاولتهم رفع علم خاص بهم. وأسفر الحادث عن مشادات كلامية وتدافع بين المتظاهرين وأفراد المجلس.


وبحسب مصادر محلية، فإن المجلس يركز نشاطه في بعض مناطق ريف السويداء الجنوبي، دون أن يكون له امتداد في جميع أرجاء المحافظة. ويقود المجلس طارق الشوفي، وهو ضابط منشق سبق أن عمل مع تجمعات سياسية تطالب بنظام حكم لا مركزي في سوريا.


تحليل المشهد ومستقبل "المجلس العسكري"
يعد تأسيس "المجلس العسكري للسويداء" جزءًا من المشهد المتغير في الجنوب السوري، حيث تشهد المنطقة محاولات مستمرة لإعادة تشكيل مراكز القوة المحلية بعيدًا عن السلطة المركزية في دمشق. وتأتي هذه التحولات في ظل غياب سلطة موحدة قادرة على فرض سيطرتها بشكل كامل، مما يفتح المجال أمام تشكيلات عسكرية ذات طابع محلي تسعى لملء الفراغ الأمني.


إلا أن المجلس يواجه تحديات متعددة، أبرزها افتقاره إلى الدعم الشعبي الواسع، ورفض الفصائل العسكرية الكبرى والمرجعيات الدينية الاعتراف به. كما أن الاتهامات الموجهة له بالارتباط بإسرائيل قد تزيد من عزلته داخل المجتمع المحلي، خاصة في ظل تاريخ طويل من الحساسية تجاه أي ارتباطات خارجية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9