شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث أسفرت الغارات الجوية التركية واستخدام الطائرات المسيّرة عن سقوط عشرات الضحايا، بينهم مدنيون، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات المختلفة على الأرض.
ووفقًا لتقارير حقوقية، فإن العمليات العسكرية منذ بداية الشهر الجاري أسفرت عن مقتل 34 شخصًا، من بينهم:
10 مدنيين، بينهم سيدتان وسبعة أطفال.
21 عنصرًا من الفصائل الموالية لتركيا.
عنصران من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتشكيلات العسكرية التابعة لها.
جندي من القوات التركية.
وقد تركزت الاشتباكات في عدة محاور، أبرزها ريف عين العرب (كوباني)، وجسر قره قوزاق، وسد تشرين، حيث شهدت هذه المناطق عمليات قصف مدفعي وجوي أدت إلى تدمير مواقع استراتيجية وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
في الأول من آذار، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا في تل سيريتل، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى من الفصائل وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى إصابة عنصرين من "قسد". كما استمرت المعارك في 2 آذار، مع سقوط قتلى وجرحى في تل سيرتيل ودير حافر ومحيط سد تشرين.
وفي 5 آذار، قُتل عنصران من "قسد" خلال قصف عنيف واشتباكات مكثفة على محاور سد تشرين وجسر قرقوزاق في منبج. كما سُجّل مقتل جندي تركي في 6 آذار، بعد استهداف آلية عسكرية تركية بطائرة مسيّرة.
واستمرت المواجهات في الأيام التالية، حيث شهد 7 آذار سقوط قتلى من الفصائل الموالية لتركيا إثر استهداف سيارتهم قرب سد تشرين. بينما نفذت "قسد" في 10 آذار عملية تسلل في محيط دير حافر، أدت إلى مقتل أربعة عناصر من الفصائل. وفي 15 آذار، استهدفت طائرة انتحارية مواقع الفصائل قرب سد تشرين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير مركبة عسكرية.
وكان يوم 17 آذار من أكثر الأيام دموية، حيث استهدفت غارة جوية تركية منزلاً في ريف عين العرب (كوباني)، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم 7 أطفال وسيدتان، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وفي 18 آذار، تواصلت المواجهات في محيط سد تشرين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا.
يأتي هذا التصعيد في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري، وسط غياب تحركات دولية فعالة لوقف دوامة العنف. في المقابل، يواجه المدنيون أوضاعًا متفاقمة، بين مخاطر الاستهداف المباشر أو النزوح المستمر بحثًا عن الأمان.