شهدت المناطق الجنوبية من سوريا، اليوم الأربعاء، تصعيدًا عسكريًا جديدًا من قبل القوات الإسرائيلية، حيث توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في ريف القنيطرة، وسط تحركات متزايدة في عدة مناطق.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات تجريف في موقع "سرية أبو درويش" القريب من بلدة الناصرية، تزامنًا مع دخول قوة إسرائيلية مكونة من نحو 50 آلية عسكرية إلى قرية العدنانية في المنطقة ذاتها.
كما أقدمت القوات الإسرائيلية على التوغل في قرية العشة من الجهة الغربية، مستخدمة دبابات وجرافات عسكرية، حيث تحركت التعزيزات باتجاه بلدة الرفيد مرورًا بمناطق الحيران والأصبح، وصولًا إلى محيط تل المهير. وأكدت مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي سيطر على نقطة الحيران العسكرية، مما أدى إلى حالة من التوتر والقلق بين الأهالي.
في تطور متصل، توغلت وحدات مشاة إسرائيلية في الطرف الجنوبي لقرية معرية، الواقعة ضمن منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي. ولم ترد أي معلومات رسمية عن أسباب هذا التوغل أو مدته، لكن مصادر ميدانية أشارت إلى أن مثل هذه العمليات غالبًا ما تهدف إلى تنفيذ عمليات استطلاعية أو البحث عن أهداف عسكرية.
وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن العمليات الأخيرة تأتي في إطار تعزيز "الأمن الحدودي" وإجراء تغييرات استراتيجية على الأرض، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة. كما تحدثت التقارير العبرية عن نية الجيش الإسرائيلي إنشاء تحصينات جديدة على طول الحدود مع سوريا، مما يعكس توجهًا نحو تعزيز السيطرة الميدانية في المناطق القريبة من الجولان.
على الصعيد الجوي، نفّذت إسرائيل ضربات محدودة خلال اليومين الماضيين، استهدفت مواقع عسكرية في ريف حمص الجنوبي ومنطقة جديدة الشرقية بمحيط مدينة حمص، وذلك في إطار سياستها المستمرة لإضعاف القدرات الدفاعية السورية.
ومنذ أواخر عام 2024، كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، متجاوزة المنطقة العازلة التي كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والمناطق السورية. وتشير التقارير إلى أن الاحتلال تمكن من فرض سيطرته على نحو 95% من محافظة القنيطرة وأجزاء واسعة من ريف درعا الغربي، بما يشمل منطقة حوض اليرموك.
وعززت إسرائيل وجودها العسكري في مواقع استراتيجية مثل سفوح جبل الشيخ، ما منحها قدرة إشراف ناري على مناطق حيوية تمتد إلى درعا، القنيطرة، وريف دمشق، في خطوة تعكس مساعيها لترسيخ واقع أمني جديد في الجنوب السوري.
يثير هذا التصعيد الإسرائيلي مخاوف من اندلاع جولة جديدة من التوترات في المنطقة، خاصة مع استمرار العمليات البرية والتوسع العسكري. في ظل غياب موقف دولي حاسم تجاه هذه التطورات، تبقى الأوضاع في جنوب سوريا مرشحة لمزيد من التعقيد خلال الفترة المقبلة.