عدوان متكرر وأكاذيب مفضوحة.. ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟

رزان الحاج

2025.03.19 - 12:06
Facebook Share
طباعة

 في تصعيد إجرامي جديد يعكس مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي، شنت طائرات العدو الصهيوني غارات عدوانية على مواقع جنوبي محافظة حمص وسط سوريا، مستهدفةً منشآت تابعة للجيش السوري، في محاولة واضحة لإضعاف قدراته العسكرية وإرهاب المدنيين.


بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات جوية، الثلاثاء 18 من آذار، استهدفت مواقع في منطقة شنشار وشمسين جنوب شرقي حمص. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية أن القصف استهدف تحصينات للجيش السوري في قريتي شنشار وشمسين، بينما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن هذا الهجوم الجبان، وفق أسلوبها المعتاد في تنفيذ اعتداءاتها الإجرامية.


هذا الاعتداء جاء بعد أقل من 24 ساعة على استهداف مماثل لمحافظة درعا، أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة 19 آخرين، ما يعكس إصرار الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة جرائمه بحق الشعب السوري دون أي رادع.


إرهاب دولة برعاية غربية
وزارة الخارجية السورية أدانت هذه الضربات، معتبرة أنها ليست سوى استمرار لحملة ممنهجة تشنها إسرائيل بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا. وأضافت أن هذه الاعتداءات المتكررة تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي.


يأتي هذا فيما يواصل "الدفاع المدني السوري" توثيق فظائع الاحتلال، إذ أكد استجابته للقصف الذي طال حي مساكن الضاحية في مدينة درعا، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير ممتلكات المواطنين، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.


التوغل العسكري الإسرائيلي: مشروع احتلال جديد؟
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي على القصف الجوي، بل تزامن مع عمليات توغل برية في جنوب سوريا. حيث أفاد موقع "درعا 24" المحلي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت جنوب قرية معرية في منطقة حوض اليرموك، في خطوة استفزازية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، يعيد إلى الأذهان مخططات الاحتلال التوسعية.


تواطؤ دولي وصمت عربي مخجل
الضربات الإسرائيلية قوبلت بإدانات عربية، أبرزها من المملكة العربية السعودية، التي وصفتها بأنها انتهاك سافر للقانون الدولي. كما أدانت قطر والأردن هذه الهجمات، لكنها تبقى بيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الرد الفعلي على هذه الاعتداءات المتكررة. إن الموقف العربي ما زال متخاذلًا، ولم يرتقِ إلى فرض أي ضغط حقيقي على الكيان الصهيوني لوقف مجازره.


الاحتلال يبرر جرائمه بذريعة الأمن
وكعادته، حاول الجيش الإسرائيلي تبرير مجازره بحجة "حماية أمنه"، إذ صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن الغارات استهدفت "مواقع عسكرية سورية"، زاعمًا أن هذه المنشآت تشكل تهديدًا لإسرائيل. هذا الخطاب المخادع لا يمكن أن يبرر استهداف المدنيين وقصف الأحياء السكنية، ولا يمكن فصله عن السياسة الإجرامية الإسرائيلية القائمة على التوسع والهيمنة.


مقاومة شعبية ضد الاحتلال وأعوانه
في رد فعل شعبي غاضب، خرج العشرات من أهالي السويداء إلى ساحة الكرامة في مظاهرة تنديدًا بهذه الاعتداءات، مؤكدين وحدة الصف السوري في مواجهة العدوان. حمل المتظاهرون لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي، منددين بالمؤامرات التي تستهدف تقسيم البلاد وإضعافها.


ما وراء العدوان الإسرائيلي؟
تصعيد إسرائيل العسكري في سوريا ليس مجرد عمليات قصف اعتيادية، بل يأتي في سياق مشروع استعماري يستهدف استنزاف الجيش السوري ومنع أي تعافٍ للبلاد بعد سنوات الحرب. التحركات الإسرائيلية تتماشى مع الأجندة الغربية الرامية إلى إبقاء سوريا دولة ضعيفة وممزقة، وهو ما يتطلب ردًا استراتيجيًا على مستوى عالٍ، سواء من الدولة السورية أو من حلفائها.


إلى متى يبقى العرب متفرجين؟
بينما تواصل إسرائيل جرائمها بحق الشعب السوري، يبقى السؤال: متى سيتحرك المجتمع الدولي والمجتمع العربي لوقف هذه الاعتداءات؟ إسرائيل تعتمد على سياسة فرض الأمر الواقع، مستغلةً الصمت الدولي والدعم الأمريكي اللامحدود. وإذا لم يكن هناك رد حقيقي على هذه الهجمات، فإن الاحتلال الإسرائيلي سيتمادى أكثر، ولن يقتصر عدوانه على سوريا وحدها، بل سيهدد أمن المنطقة برمتها.


إن الشعب السوري الذي صمد في وجه سنوات الحرب والمؤامرات، لن يستسلم لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، وسيدافع عن أرضه بكل الوسائل الممكنة، مهما بلغت التضحيات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1