شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا لافتًا في مناطق ريف القنيطرة وريف درعا جنوب سوريا، حيث نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة من التوغلات والعمليات العسكرية التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش النظام الساقط.
بدأت العمليات منذ 1 آذار وشملت اقتحام نقاط عسكرية، وتمشيط مواقع، وتفجير مستودعات ذخيرة، بالإضافة إلى إقامة حواجز أمنية وتفتيش دقيق للمركبات والمارة.
وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في سماء المنطقة، مما أثار حالة من التوتر والقلق بين السكان، بالإضافة إلى تنديدات شعبية بهذه التوغلات وسط صمت دولي وحكومي.
تسلسل التوغلات الإسرائيلية في آذار
1 آذار:
- اقتحمت القوات الإسرائيلية موقع "سرية الناصرية"، المعروف باسم "سرية أبو ذياب" في ريف القنيطرة الجنوبي، والذي كان سابقًا نقطة مراقبة للقوات الروسية، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة قبل الانسحاب.
- توغلت قوة إسرائيلية في مفرق عين البيضة المتاخم لقرية أوفانيا شمالي القنيطرة، وبقيت هناك لمدة تجاوزت الساعة والنصف قبل الانسحاب.
4 آذار:
- قامت القوات الإسرائيلية بقطع الطريق الواصل بين بلدة مسحرة بريف القنيطرة وبلدة الطيحة بريف درعا الشمالي، مستخدمة آليات ثقيلة.
- تركزت العملية في تل المال، حيث تم تمشيط مواقع قديمة للمجموعات الإيرانية وتفجير مستودعات ذخيرة.
- دخلت دورية عسكرية إسرائيلية إلى بلدة رويحنية، حيث قامت بإزالة ألغام غير منفجرة.
- توغل عسكري جديد في بلدة عين النورية بريف القنيطرة الشمالي، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
5 آذار:
- دخلت القوات الإسرائيلية إلى قريتي رسم المنبطح والدواية الكبيرة التابعتين لبلدة سويسة.
- شهدت المنطقة تحركًا عسكريًا ليليًا نحو أطراف بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط.
- توغلت قوة إسرائيلية في بلدة بئر عجم بريف القنيطرة.
6 آذار:
- أقامت القوات الإسرائيلية حاجزًا عسكريًا في قرية رويحينة، مع عمليات تفتيش للمركبات واستجواب بعض المواطنين.
- توغلت قوة إسرائيلية إلى الطريق الواصل بين بلدتي جباتا الخشب وأوفانيا في ريف القنيطرة الشمالي.
8 آذار:
- اقتحمت قوات إسرائيلية بلدة جملة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وسط تحركات عسكرية مفاجئة.
- شهدت مدينة طفس دعوات للتعبئة والاستنفار، مع تجمع واسع للمقاتلين استعدادًا لأي تصعيد محتمل.
- توغلت قوة إسرائيلية في قرية رسم الحلبي بريف القنيطرة الأوسط، مستهدفة السرية العسكرية السابقة بعمليات تجريف.
- أقامت القوات الإسرائيلية حاجزًا عسكريًا في بلدة مجدوليا بريف القنيطرة الأوسط.
تأتي هذه العمليات في سياق استهداف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة قديمة لجيش النظام السابق، ضمن استراتيجية إسرائيلية واضحة لمنع أي عودة أو وجود عسكري لطهران في المنطقة. وتعكس هذه التحركات محاولة إسرائيلية لضمان عدم تمركز قوات مسلحة تهدد أمنها في الجنوب السوري، بحسب زعمها.
لكن، تسعى إسرائيل لاستغلال حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا لتعزيز نفوذها في الجنوب السوري وتحقيق مكاسب استراتيجية على المدى الطويل. فمن خلال استمرار العمليات العسكرية، تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد يُمكّنها من توسيع نطاق سيطرتها الأمنية والعسكرية، وخلق منطقة عازلة تضمن عدم عودة أي تهديدات محتملة على حدودها. كما تستغل إسرائيل الانشغال الدولي بالأزمات العالمية وتراجع الاهتمام بالملف السوري لمواصلة عملياتها دون مواجهة ضغوط سياسية حقيقية، مما يعكس نهجًا استعماريًا يسعى لتحقيق مكاسب جغرافية وأمنية في ظل غياب قوة سورية قادرة على المواجهة الفعالة.
محليًا: أثارت هذه التوغلات قلق السكان، خاصة مع عمليات التفتيش والاستجواب، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المناطق المتضررة.
دوليًا: لم تصدر إدانات رسمية أو ردود فعل قوية من الأطراف الدولية الفاعلة، مما يعكس صمتًا تجاه التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية.
إن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في ريفي القنيطرة ودرعا يشير إلى مرحلة جديدة من التوتر في الجنوب السوري، حيث تحاول إسرائيل فرض معادلة أمنية جديدة في المنطقة. ويبقى التساؤل قائمًا حول مدى تأثير هذه العمليات على الوضع العام في سوريا، وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد أكبر في المستقبل.