شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق توترات أمنية متصاعدة خلال الأيام الماضية، ما استدعى تدخل قوات الأمن العام لفرض الاستقرار واحتواء الفوضى الناتجة عن المواجهات بين الفصائل المحلية والقوات الأمنية.
وأعلن مدير أمن محافظة ريف دمشق، المقدم حسام طحان، أمس، عن انتشار قوات الأمن العام داخل مدينة جرمانا بهدف فرض الأمن وملاحقة المطلوبين، بعد رفض المتورطين في حادثة اغتيال عنصر الأمن العام أحمد الخطيب تسليم أنفسهم، وأكد طحان أن الأجهزة الأمنية ستعمل على إنهاء الفوضى وإزالة الحواجز غير الشرعية التي أقامتها مجموعات مسلحة.
وساطات ومفاوضات محلية
ساهم "لواء الجبل"، أحد فصائل السويداء، في جهود الوساطة لإنهاء التوترات، حيث توصلت الأطراف المعنية إلى اتفاق يقضي بإعادة تفعيل عمل ناحية جرمانا ودخول عناصرها إلى المدينة، بمرافقة وفد من مشايخها، ولاقى هذا الاتفاق دعمًا من الهيئة الروحية للطائفة الدرزية، التي دعت إلى التهدئة وتسليم المتورطين.
بداية الأحداث وتصاعد المواجهات
بدأت التوترات مساء الجمعة 28 شباط، عندما اندلع شجار في ساحة السيوف بين مجموعة من شباب جرمانا وآخرين من خارجها، ما أدى إلى إصابة أحدهم ونقله إلى مستشفى المجتهد، لاحقًا، وقعت مشادات بين مرافقي المصاب وعناصر الأمن العام، تطورت إلى إطلاق نار أثناء مغادرة وفد من مشايخ جرمانا قسم شرطة الصالحية، ما زاد التوتر في المدينة.
حادث أمني آخر عند حاجز القوس
بالتزامن مع هذه الأحداث، وقع حادث أمني آخر عند حاجز القوس، أحد مداخل جرمانا، حيث دخلت سيارة تقل أفرادًا مجهولي الانتماء الأمني، واشتبكت مع سيارة أخرى، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار، وخلال الاشتباك، أُصيب الشاب أحمد أديب الخطيب الذي نُقل إلى المستشفى وفارق الحياة لاحقًا، ما أدى إلى إغلاق المحال التجارية وازدياد حدة التوتر في المدينة.
بعد هدوء نسبي، عادت الاشتباكات لتندلع مجددًا في جرمانا يوم السبت 1 آذار، حيث شهدت المدينة إطلاق نار كثيفًا واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما أسفر عن مقتل أحمد أبو الندى وإصابة أربعة آخرين.
دور الوفود القادمة من السويداء
ساهمت وفود من السويداء، بقيادة الشيخ ليث البلعوس، في تهدئة الموقف، حيث أكد البلعوس أن جرمانا ليست بحاجة لحماية خارجية، مشددًا على ضرورة ضبط الأمن من قبل أبناء المدينة أنفسهم.
التدخل الإسرائيلي وتأجيج الموقف
أثارت التصريحات الإسرائيلية حول استعدادها "للدفاع عن الدروز" في جرمانا ردود فعل غاضبة، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تصريحات تهدد بالتدخل العسكري، وهو ما اعتبرته الأطراف المحلية تصعيدًا خطيرًا ومحاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
موقف الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز
أكدت الهيئة الروحية في جرمانا أنها جزء لا يتجزأ من سوريا، ورفضت أي تدخلات خارجية، مشددة على ضرورة تسليم المتورطين في الحوادث الأمنية إلى الجهات المختصة لتحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه الأحداث.
ختام الأحداث ومواصلة التحقيقات
تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات الحوادث الأمنية في جرمانا، وسط جهود حثيثة لتهدئة الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها، فيما تؤكد الجهات الأمنية أن أي اعتداء على سيادة الدولة سيتم التعامل معه بحزم لضمان استقرار المدينة وسلامة سكانها.