خلف كواليس سياسات ترامب – من يوجهه؟

2025.03.01 - 09:06
Facebook Share
طباعة

دونالد ترامب، قبل أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، كان شخصية استعراضية بامتياز، رجل أعمال بارع، نجم تلفزيون الواقع، منظم مسابقات ملكات الجمال، بل وحتى مشاركًا في المصارعة الحرة. لم يكن ترامب جزءًا من الأوساط المحافظة الدينية، بل كان أقرب إلى النموذج الليبرالي المستقل الذي لا يرتبط بأي أيديولوجيا دينية أو سياسية عميقة. ومع ذلك، حين دخل البيت الأبيض، تحوّل إلى صوت قوي للتيار الإنجيلي المحافظ، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل.


ترامب والإنجيليون: تحالف مصلحة وليس قناعة


لم يكن ترامب يومًا رجلًا مؤمنًا بأيديولوجيا دينية محددة، ولم يكن معروفًا بالتدين أو الالتزام بالمبادئ الإنجيلية، لكنه أدرك سريعًا أن التحالف مع الإنجيليين الأمريكيين ضروري لضمان قاعدة انتخابية قوية. خلال حملته الانتخابية، احتاج ترامب إلى دعم القاعدة الإنجيلية، والتي تمثل نسبة كبيرة من الناخبين الجمهوريين، فبدأ بتبني مواقفهم، خاصة في ما يخص إسرائيل.


أدلة على تبني ترامب لأجندة الإنجيليين:


1. نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: قرار نقل السفارة كان مطلبًا أساسيًا للإنجيليين الذين يرون في إسرائيل جزءًا من نبوءات دينية.


2. إعلان الجولان جزءًا من إسرائيل: جاء هذا القرار تماشيًا مع رغبات اليمين الإسرائيلي والإنجيليين الذين يعتبرون إسرائيل دولة مقدسة.


3. صفقة القرن: تضمنت بنودًا تتماشى مع العقيدة الإنجيلية التي ترى أن إسرائيل يجب أن تسيطر على الأرض المقدسة بالكامل.


البراغماتية السياسية: مصلحة ترامب فوق كل شيء


ترامب ليس يمينيًا بالمعنى التقليدي، ولم يكن يساريًا أيضًا. هو براغماتي بامتياز، يحركه مبدأ "ما الذي يفيدني أكثر؟" وعليه، تبنى سياسات اليمين الشعبوي لأنها كانت تتماشى مع مصالحه الانتخابية والسياسية.


من هم الأشخاص الذين رسموا سياساته؟


1. ستيف بانون: العقل المدبر للتيار الشعبوي اليميني الذي دفع ترامب لتبني سياسات قومية متطرفة ولكنه ابعد من طرف ترامب.


2. مايك بنس: الذي شغل في الفترة الرئاسية الاولى منصب نائب الرئيس الذي كان صلة الوصل بين ترامب والإنجيليين ثم انقلب لاحقا على ترامب.


3. جاريد كوشنر: صهره الذي قاد سياسات الشرق الأوسط، وكان لاعبًا أساسيًا في تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية وجاريد يخطط ويقدم سياسات نتنياهو لترامب على اساس انها افكار ترامب التي طورها كوشنر وغرور ترامب وسذاجته تدفعه لتصديق كل المشاريع التي يطرحها صهره كوشنر بما فيها تحويل غزة الى منتجع.

 

4. ميريام أديلسون: المليارديرة اليهودية الاسرائيلية وارملة شيلدون الذي دعم حملة ترامب بمئات الملايين، ودعمت ارملته ترامب هذه المرة بمئة مليون ايضا وكان لها تأثير قوي في قراراته المؤيدة لإسرائيل وهي تحيط ترامب بمستشارين تابعين لها يلتقيهم ترامب اسبوعيا لمراجعة سياساته تجاه اسرائيل معهم بصفتهم خبراء موثوقين بالشرق الاوسط وايران.


سياسات ترامب لم تكن نابعة من عقيدة شخصية، بل كانت خليطًا من البراغماتية والتحالفات السياسية مع جماعات ضغط نافذة، خاصة الإنجيليين واليمين الشعبوي. من رسم خطواته هم مجموعة من المستشارين، رجال الأعمال، وقادة التيارات الدينية والسياسية الذين أدركوا أن بإمكانهم توجيهه مقابل دعم مصالحه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8