سوريا: اللجنة التحضيرية تعلن بدء الاستعدادات للمؤتمر الوطني
أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، اليوم، 23 من شباط، عن توجيه الدعوات الرسمية للمشاركين في المؤتمر من داخل سوريا وخارجها. وأوضح المتحدث باسم اللجنة، حسن الدغيم، خلال مؤتمر صحفي، أن موعد ومكان انعقاد المؤتمر سيتم تحديدهما لاحقًا، فيما سيبدأ استقبال المدعوين في دمشق، غدًا 24 من شباط.
وأكد الدغيم أن توصيات الحوار الوطني لن تكون مجرد إرشادات شكلية، بل سيتم الاستناد إليها لوضع أسس الإعلان الدستوري، وتحديد الهوية الاقتصادية، ورسم خطة لإصلاح المؤسسات الحكومية.
جهود تحضيرية موسعة
أشارت اللجنة التحضيرية إلى أنها عقدت أكثر من 30 لقاءً شمل جميع المحافظات السورية، لضمان تمثيل شامل لمختلف مكونات المجتمع. وشارك في هذه اللقاءات نحو 4000 شخص من الرجال والنساء، وتم تدوين أكثر من 2200 مداخلة، بالإضافة إلى استقبال أكثر من 700 مشاركة مكتوبة.
وشملت المداولات المطالبات بضرورة إصدار إعلان دستوري مؤقت لإدارة المرحلة الانتقالية، ووضع خطة اقتصادية تلائم التحديات الحالية، وإعادة هيكلة القطاعات الحكومية، وتعزيز إشراك السوريين في إدارة المؤسسات الوطنية، كما شددت المناقشات على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار لضمان إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل فعال.
مؤتمر عملي وتفاعلي
أكدت اللجنة أن الحوار الوطني ليس مجرد فعالية مرحلية، بل هو نهج مستدام لحل القضايا الوطنية بشكل تدريجي ومسؤول. وسيتضمن المؤتمر ورشات عمل متخصصة لمناقشة القضايا المستخلصة من اللقاءات التحضيرية، بمشاركة خبراء ومتخصصين لضمان نقاشات معمقة تؤدي إلى حلول قابلة للتنفيذ.
وشددت اللجنة على أن المؤتمر يمثل الخطوة الأولى ضمن مسار وطني طويل، يتطلب تعاونًا جماعيًا مستمرًا لبناء هوية وطنية سورية جديدة تحفظ السلم الأهلي، وتلبي تطلعات الشعب السوري لمستقبل مستقر يعكس تضحياته.
تشكيل الحكومة الانتقالية ومسار الحوار الوطني
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة الانتقالية، أوضح حسن الدغيم أن مسار الحوار الوطني لا يرتبط بشكل مباشر بعملية تشكيلها. ومع ذلك، فإن تشكيل الحكومة بعد انعقاد المؤتمر سيمكنها من الاستفادة من المخرجات والأفكار المطروحة خلاله.
وفي حديث لوكالة "أسوشيتد برس" بتاريخ 21 من شباط، أشار الدغيم إلى أن موعد انعقاد المؤتمر لم يُحسم بعد، وأن التوقيت لا يزال قيد المناقشة بين المواطنين. كما أضاف أنه في حال تشكيل الحكومة الانتقالية قبل المؤتمر، فسيكون ذلك "أمرًا طبيعيًا"، مع احتمال تمديد عمل الحكومة عقب انتهاء الحوار الوطني.
اللجنة التحضيرية واستقلالية عملها
تم تشكيل اللجنة التحضيرية بقرار من الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 12 من شباط. وتضم اللجنة شخصيات بارزة مثل حسن الدغيم، ماهر علوش، محمد مستت، مصطفى الموسى، يوسف الهجر، هند قبوات، وهدى أتاسي.
ونظمت اللجنة عدة جلسات حوارية في مختلف المحافظات لمناقشة مستقبل سوريا، حيث أكدت استقلاليتها، واعتمدت نظامًا داخليًا يضمن نجاح الحوار الوطني. ومن المقرر أن ينتهي عمل اللجنة بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر المرتقب.
