تصعيد إسرائيلي جديد يستهدف سوريا وسط استمرار العدوان العسكري

تقرير خاص بمراسلة الوكالة في حمص دلال دالاتي

2025.02.21 - 10:23
Facebook Share
طباعة

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، في 20 شباط 2025، غارات مكثفة استهدفت مواقع عسكرية سورية في ريف حمص الغربي، بالإضافة إلى مناطق في ريف دمشق الجنوبي. يأتي هذا التصعيد في سياق المحاولات المستمرة لإضعاف القدرات الدفاعية السورية ومنع استعادة الدولة السورية لسيادتها الكاملة بعد سقوط النظام السابق.


عدوان إسرائيلي على حمص ودمشق


استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع عسكرية في محيط مدينة حمص، حيث تركز القصف على منشآت عسكرية كانت تستخدمها وحدات الجيش السوري سابقًا قبل إعادة تأهيلها ضمن الهيكلية العسكرية الجديدة لحكومة أحمد الشرع. وأسفر القصف عن أضرار مادية كبيرة دون ورود أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة.


في الوقت نفسه، شنت إسرائيل عدوانًا على منطقة سعسع بريف دمشق الجنوبي، مستهدفة مواقع قالت إنها تحتوي على "وسائل قتالية" للجيش السوري. وأظهرت مقاطع مصورة نشرها الإعلام الإسرائيلي استهداف آليات عسكرية ودبابات سورية في المنطقة.


استمرار العدوان على الأراضي السورية


منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل من اعتداءاتها الجوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع الجيش في مختلف المحافظات، بما في ذلك دمشق واللاذقية وحلب وحمص. وترافق هذا القصف مع توغل قوات إسرائيلية في جنوبي سوريا، حيث لا تزال تتمركز في بعض المناطق وسط صمت دولي تجاه هذه الانتهاكات.


وخلال الشهر الجاري وحده، نفذت إسرائيل هجمات متكررة، من بينها استهداف مستودع أسلحة في منطقة دير علي جنوب دمشق، بحجة أنه يعود لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس). كما أعلنت إسرائيل أنها استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، مبررة ذلك بأنه "إجراء استباقي" للحفاظ على أمنها.


محاولات إسرائيلية لترسيخ الاحتلال في الجنوب السوري


إلى جانب الضربات الجوية، تستمر إسرائيل في تعزيز وجودها العسكري في الجنوب السوري، حيث قامت قواتها بتدمير العديد من المواقع العسكرية السورية، والسيطرة على مخازن أسلحة وذخائر. كما نفذت عمليات ميدانية في مناطق متفرقة من القنيطرة ودرعا، تحت غطاء ما تسميه "مهمة الدفاع الأمامي".


وبحسب تقارير ميدانية، تنفذ قوات الاحتلال عمليات تفتيش مستمرة في مواقع عسكرية سورية سابقة، وتعمل على مصادرة وتدمير البنية التحتية العسكرية، في محاولة لمنع الجيش السوري الجديد من إعادة بناء قدراته الدفاعية.


موقف الحكومة السورية الجديدة


تؤكد حكومة أحمد الشرع أن العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، مشددة على أن سوريا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات المتكررة. كما دعت الحكومة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد الاعتداءات الإسرائيلية، التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.


في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة السورية استعادة الأمن وإعادة بناء الدولة بعد مرحلة اضطرابات طويلة، تعمل إسرائيل على تقويض أي جهود لاستعادة السيادة السورية الكاملة، مستفيدة من الفوضى التي خلفتها المرحلة الانتقالية. ومع ذلك، يبقى الجيش السوري الجديد مصممًا على استعادة السيطرة الكاملة على أراضيه والتصدي لأي محاولات خارجية لإضعافه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6