أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة نحو 30 إسرائيليًا دخول الأراضي اللبنانية مقابل إصبع الجليل فجرًا، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى احتجاز أربعة منهم للتحقيق معهم.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من تسلل مجموعة أخرى من الإسرائيليين الحريديم إلى داخل لبنان، في محاولة للوصول إلى قبر الحاخام "راشي" القريب من مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) على "الخط الأزرق"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقد ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على ثمانية فقط من هؤلاء المتسللين.
عودة الجنوبيين إلى أنقاض بلداتهم بعد انسحاب الاحتلال
مع بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وفق اتفاق وقف إطلاق النار، تدفق الأهالي إلى قراهم التي تحولت إلى أطلال تحت نيران الحرب، وعلى الرغم من الانسحاب، أبقى الاحتلال على وجوده العسكري في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، بحجة "منع عودة حزب الله إلى المناطق الحدودية"، وهو تمركز ترفضه الحكومة اللبنانية رسميًا، لكنها تواصل التمسك بتنفيذ كامل بنود الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
في مشهد يختلط فيه الألم بالأمل، عاد الأهالي ليجدوا أن منازلهم تحولت إلى رماد، وأن الطرقات التي كانت تنبض بالحياة أصبحت مدفونة تحت الركام.
ففي بلدة كفركلا، وبينما كان العائدون يبحثون عن ناجين بين الأنقاض، تم العثور على شابين لا يزالان على قيد الحياة، أحدهما من الجنوب والآخر من البقاع، ما أضاء بصيصًا من الأمل وسط الدمار.
انتشار الجيش وتأمين المناطق الحدودية
وبدأ الجيش اللبناني فورًا في الانتشار داخل القرى المحررة، منها العباسية، والمجيدية، وكفركلا، والعديسة، ومركبا، وحولا، وميس الجبل، وبليدا، ومحيبيب، ومارون الراس، وأجزاء من يارون، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، بهدف تأمين المنطقة وإزالة المخلفات الحربية.
في ميس الجبل، كان الأهالي يتلمسون طريقهم وسط الأنقاض بحثًا عن أحبائهم ومقتنياتهم.
تفخيخ المنازل كان آخر فخاخ الاحتلال قبل انسحابه، لكن فرق الهندسة العسكرية سارعت إلى تفكيك العبوات غير المنفجرة، لضمان سلامة العائدين.
مدن منكوبة ومستقبل مجهول
في محيبيب، كان الدمار شبه كامل، حيث لم يبقَ حجر على حجر، ولم تسلم حتى البساتين والمساجد والمدارس من نيران القصف، أما بليدا، فقد كانت الأفراح بعودة الأهالي ممزوجة بآلام البحث عن رفات أحبائهم بين الركام.
أما الناقورة، البلدة الساحلية المحاذية للحدود، فقد تحولت إلى مدينة أشباح، فعمليات الهدم الممنهجة التي نفذها الجيش الإسرائيلي بعد دخول البلدة رفعت نسبة الدمار إلى 90%، حيث أُزيلت المباني يدويًا وبالجرافات، في محاولة لطمس معالم البلدة بالكامل.
وفق تقديرات محلية، فإن إعادة إعمار البلدة قد تستغرق أكثر من ثلاث سنوات، في ظل غياب الدعم المالي اللازم.
وفي كفركلا، البلدة التي دخلها الاحتلال أولًا وخرج منها آخرًا، تجاوزت نسبة الدمار 80%، حيث لم تسلم حتى المقابر وأشجار الزيتون من التجريف، ومع فقدان المأوى، لجأ العائدون إلى نصب الخيام، مستندين إلى صبرهم في مواجهة المحن.