شهدت بلدات الجنوب اللبناني تطورات ميدانية بارزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدة قرى وبلدات كانت تسيطر عليها، ففي مشهد مؤثر، دخل عدد كبير من أهالي بلدة الوزاني إلى بلدتهم سيرًا على الأقدام بعد تأخر إزالة السواتر الترابية من مداخل البلدة، ما اضطرهم إلى المشي للوصول إلى منازلهم والاطمئنان على ممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، عاد أهالي ميس الجبل منذ ساعات الصباح الباكر إلى بلدتهم، مستخدمين الدراجات النارية والسير على الأقدام، بعد انسحاب قوات العدو منها وانتشار الجيش اللبناني فيها ليلاً، الأمر الذي منح السكان إحساسًا بالأمان. ومع ذلك، فإن الجيش اللبناني ما زال حتى الآن يغلق المدخل الغربي للبلدة بآلياته العسكرية، في إطار إجراءات التأمين.
أما في بلدة العديسة، فقد دخل الجيش اللبناني إليها، حيث باشرت فرق الهندسة التابعة له تفكيك المخلفات الإسرائيلية التي تركها الاحتلال خلفه، في خطوة تهدف إلى ضمان سلامة المدنيين العائدين. كذلك، تجمّع أهالي بلدة حولا عند مدخل البلدة بانتظار الإذن من الجيش اللبناني لدخولها، بعد أن يتم تأمينها من أي أخطار محتملة.
الانسحاب الإسرائيلي شمل العديد من القرى والبلدات الجنوبية، حيث أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن قوات العدو انسحبت فجرًا من البلدات التي كانت تحتلها، وهي: يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، والوزاني. ومع دخول الجيش اللبناني إلى هذه القرى، توافد الأهالي إليها بأعداد كبيرة، متجهين إلى منازلهم ومحالهم التجارية، لتقييم حجم الأضرار التي خلفها الاحتلال.
وقد بدأت قوات الاحتلال انسحابها خلال الليل، تزامنًا مع انتشار وحدات الجيش اللبناني في قرى بليدا وميس الجبل ومركبا. وبحلول منتصف الليل، استكمل الجيش انتشاره في البلدات المحررة، حيث باشرت فرق من فوجَي الهندسة والأشغال العمل على إزالة السواتر الترابية، بالإضافة إلى مسح الطرق الرئيسية والتأكد من خلوها من الذخائر والقذائف غير المنفجرة. إلى جانب ذلك، قامت قوات "اليونيفيل" بتسيير دوريات داخل القرى المحررة وأقامت نقاط مراقبة بجانب الجيش اللبناني لضمان استقرار الوضع الأمني.
في ظل هذه التطورات، أطلقت البلديات المحلية دعوات إلى الأهالي للتريث قبل الدخول إلى قراهم، وذلك لإفساح المجال أمام الجيش اللبناني للعمل على مسح الأراضي التي انسحب منها العدو، حفاظًا على سلامتهم ومنعًا لوقوع إصابات جراء أي مخلفات حربية لم تُزال بعد.
يذكر أنه مقابل مواقع العدو الخمسة التي بقيت على الحدود، توجد تجمعات استيطانية رئيسية على الجانب الآخر من الحدود اللبنانية، أبرزها في المناطق التالية:
- تلال اللبونة في خراج الناقورة، حيث تقابلها مستوطنات الجليل الغربي، ومنها روش هانيكرا، شلومي، ونهاريا.
- جبل بلاط بين مروحين ورامية، ويقابله مستوطنات شتولا وزرعيت.
- جل الدير وجبل الباط في خراج عيترون، وتقابلهما مستوطنات أفيفيم، يفتاح، والمالكية.
- في القطاع الشرقي، تقابل نقطة الدواوير على طريق مركبا – حولا مستعمرة مرغليوت ووادي هونين.
- تلة الحمامص، وتقابلها مستعمرة المطلة.