مستقبل العلاقة بين "قسد" ودمشق: بين التفاوض، الصدام، والتجميد

2025.02.09 - 02:05
Facebook Share
طباعة

 
تُظهر المواقف المعلنة من جانب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والإدارة الجديدة في دمشق أن الطرفين لا يزالان يعولان على الحوار والتفاوض كوسيلة للوصول إلى تفاهمات ملموسة على أرض الواقع. ومع ذلك، يرى باحثون أن هناك تحديات عديدة قد تعرقل مسار المفاوضات أو تقودها إلى الفشل.


السيناريوهات المحتملة للمفاوضات بين "قسد" ودمشق
ترتبط هذه التحديات بعدة مسارات، يمكن تلخيصها بثلاثة سيناريوهات رئيسية:
التوصل إلى تفاهمات سياسية وعسكرية تؤدي إلى استقرار البلاد.
اندلاع صدام عسكري بين الطرفين، مما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة السيطرة.
بقاء الوضع الراهن دون صدام شامل، وهو سيناريو يضمن استقرارًا نسبيًا لكنه قد يكون مؤقتًا.


تصريحات متباينة بين الطرفين
أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، صرح في 3 من شباط الجاري أن المفاوضات لا تزال مستمرة، مع تحفظه على التفاصيل، مشيرًا إلى وجود أطراف لا ترغب بنجاحها. وأوضح أن "قسد" أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة السورية، مع وجود خلافات جزئية.


بالمقابل، أكد القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، أن المفاوضات مستمرة بوساطة أعضاء في التحالف الدولي، موضحًا أن رؤيته لسوريا تتمثل في دولة "لامركزية علمانية قائمة على الديمقراطية"، مع رغبة "الكرد في شمال شرقي سوريا" بإدارة شؤونهم ضمن هذه الدولة، دون السعي للانفصال أو تشكيل حكومة مستقلة.


السيناريو الأكثر ترجيحًا
يرى الباحث في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، أسامة شيخ علي، أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو نجاح المفاوضات، رغم وجود تحديات رئيسية مثل إعادة هيكلة "الجيش السوري الجديد"، ومستقبل "الإدارة الذاتية". وتطالب دمشق بأن يكون الانضمام للجيش عبر وزارة الدفاع كأفراد، بينما تصر "قسد" على الحفاظ على وجودها ككتلة عسكرية، ما يخلق عقبة أمام هذا السيناريو.


احتمالات الفشل والصدام العسكري
إذا فشلت المفاوضات، فإن الصدام العسكري قد يصبح خيارًا مطروحًا، رغم أن دمشق تفضل الحل السلمي. ويرى الباحث بدر ملا رشيد أن فشل التفاهمات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، لكن الوجود الأمريكي في المنطقة يشكل عائقًا أمام أي مواجهة شاملة، حيث لن تخاطر دمشق بخوض معارك قبل انسحاب القوات الأمريكية.


"تجميد الصراع" كخيار أقل ترجيحًا
يرى بعض الباحثين أن استمرار المفاوضات لفترة طويلة دون حسم قد يكون احتمالًا قائمًا، لكنه الأقل ترجيحًا. وفي هذا السيناريو، قد تقدم "قسد" تنازلات في بعض الملفات، مثل الانضمام للجيش وإدارة الموارد، لكن استمرار "الإدارة الذاتية" قد يبقى لفترة أطول، خاصة مع انسحابها من بعض المناطق ذات الغالبية العربية.


أوراق الضغط التي تمتلكها "قسد"
تمتلك "قسد" عدة أوراق تفاوضية، أبرزها قوتها العسكرية، وسيطرتها على موارد اقتصادية حيوية مثل النفط والغاز والقمح، فضلًا عن ملف معتقلي تنظيم "داعش" المحتجزين لديها، وهو ملف حساس دوليًا، يجعلها لاعبًا أساسيًا في أي اتفاق مستقبلي.


المواقف من "مؤتمر النصر"
عقدت القيادة العامة في سوريا مؤتمرًا لإعلان انتصار الثورة في 29 كانون الثاني الماضي، وتم خلاله تنصيب أحمد الشرع رئيسًا لسوريا في المرحلة الانتقالية، مع حل جميع الفصائل العسكرية وإعادة بناء الجيش. لكن "الإدارة الذاتية" انتقدت المؤتمر، معتبرة أنه غير قانوني، وأكدت ضرورة عقد مؤتمر وطني يضم جميع المكونات السورية.


مستقبل العلاقة بين الطرفين
يبقى مصير المفاوضات بين "قسد" ودمشق غير محسوم، حيث تعتمد النتائج على مدى قدرة الطرفين على تقديم تنازلات تضمن استقرارًا مستدامًا، مع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط الداخلية والإقليمية التي قد تؤثر في مسار الأحداث.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5