بلدة عيترون الحدودية: آلاف اللبنانيين بلا مأوى وسط دمار هائل

2025.02.09 - 10:36
Facebook Share
طباعة

 عاد أهالي بلدة عيترون اللبنانية إلى بلدتهم ليجدوا مشهداً يطغى عليه الدمار الهائل، حيث تمكن الجيش اللبناني، الذي رافقهم خلال العودة، من إزالة السواتر الترابية التي كانت تعيق الدخول إلى البلدة، بينما استمرت التفجيرات والحرائق في البلدات الحدودية المجاورة.

ووفقاً لتقرير "الشرق الأوسط"، فقد بدت آثار الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية واضحة في عيترون، حيث شمل التدمير المنازل والبنى التحتية، بالإضافة إلى شبكات الكهرباء والمياه والطرقات التي جرفها الجيش الإسرائيلي، محولاً إياها إلى أنقاض.

وفي هذا السياق، صرّح أحد أبناء عيترون للصحيفة قائلاً: "تمكّنا من دخول البلدة من مدخلها الغربي وصولاً إلى الساحة وبعض المناطق الشرقية، إلا أن الدخول إلى الجهة الشرقية بالكامل لا يزال متعذراً بسبب استمرار وجود الجيش الإسرائيلي هناك"، مشيراً إلى أن "نسبة الأضرار في الممتلكات تتجاوز 95%، ما يجعل الحاجة ملحّة لتكاتف الدولة والجهات المانحة من أجل إعادة بعض مقومات الحياة إلى البلدة".

من جهتها، أوضحت إحدى السيدات أن "الجزء الأكبر من الدمار حدث بعد وقف إطلاق النار، حيث تعرّضت المنازل والمحلات التجارية لأضرار جسيمة، كما خسر المزارعون مواسمهم، إذ كانت البلدة تنتج سنوياً أكثر من 16,000 طرد من التبغ (الطرد يعادل 25 كلغ)". وأضافت أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير البنى التحتية، وإتلاف البرك الزراعية، واحتراق مئات الأشجار، فضلاً عن خسائر فادحة بسبب نفوق الدواجن والأبقار والمواشي والنحل.

وتقع عيترون في موقع استراتيجي، إذ تطل عليها ثكنة "يفتاح" الإسرائيلية، فيما تشرف البلدة على سهل الحولة، ومستوطنة أفيفيم، إضافة إلى موقعي ديشون وجلّ الدير العسكريين من جهة مارون الراس.

ويؤكد أهالي البلدة أن أكثر من 9000 شخص كانوا يقيمون بشكل دائم في عيترون قبل الحرب الأخيرة، وكان معظمهم يعمل في مجالات الزراعة والتعليم والطبابة، من إجمالي سكانها البالغ 21,000 نسمة، إلا أن الحروب الإسرائيلية دفعت العديد منهم إلى الهجرة، لا سيما إلى أستراليا وكندا.

وبعد حرب تموز 2006، شهدت عيترون نهضة عمرانية، حيث تضاعف عدد المباني السكنية ليصل إلى نحو 1000 مبنى، واتصل بعضها لأول مرة بالحدود، كما انتشرت المحال التجارية ومعامل الحجارة والرخام، إلى جانب مصانع الألبان والأجبان، ومحلات التموين الكبيرة، مما أدى إلى ازدهار القطاع الزراعي وزيادة عدد المزارعين ومربي المواشي والدواجن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1