إسرائيل تغيّر معالم الخيام... والأهالي يتعهدون بإعادتها أفضل مما كانت

2025.02.09 - 10:35
Facebook Share
طباعة

 
من كان يعيش في مدينة الخيام قبل العدوان الإسرائيلي، ويعرف شوارعها وأحيائها، لا يمكنه تصديق ما حلّ بها بعد انتهاء الاحتلال وتوقف الحرب. فقد تعرضت المدينة لدمار هائل جعلها تبدو وكأن زلزالاً ضخماً ضربها، مغيراً معالمها بالكامل. كل شيء تبدل وتغير، إذ تم تسوية أكثر من 50% من مبانيها بالأرض، بما في ذلك الأبنية السكنية والمحال التجارية والمؤسسات العامة الصحية والتربوية والاجتماعية التي كانت قائمة على جوانب طرقاتها المؤدية إلى ساحتها العامة، حيث طالها الدمار شبه الكامل.


وبعد عودة أهالي الخيام، أكبر بلدات قضاء مرجعيون، بعد حرب طاحنة دامت أكثر من عام، فوجئوا بحجم الكارثة التي حلّت بهم. فمعظم المنازل إما مدمرة بالكامل أو غير صالحة للسكن، والمقومات الأساسية للحياة غائبة، فلا مياه ولا كهرباء ولا اتصالات، كما أن المدارس والمؤسسات الرسمية والبلدية غائبة تماماً، فيما تعاني الطرقات وشبكات الصرف الصحي من دمار واسع. التحديات كبيرة والتكاليف باهظة، مما يجعل إعادة الإعمار مسألة صعبة ما لم يكن هناك دعم واسع النطاق. في ظل هذا الواقع، أصبحت الحاجة ملحّة إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من التلال المحيطة بالبلدة، لا سيما من تلة الحمامص، لضمان عودة الاستقرار إلى المنطقة.


إعادة إعمار مدينة الخيام تتطلب تعاوناً مكثفاً بين مؤسسات الدولة، المنظمات الدولية، والمجتمع المحلي. وفي هذا السياق، قال رئيس البلدية المهندس عدنان عليان: "نسبة الدمار تجاوزت 50% من الوحدات السكنية والمباني، كما تم تدمير البنية التحتية بالكامل، بما يشمل شبكات المياه والكهرباء، حيث تم اقتلاع الأعمدة وضرب مشروع المولدات الكهربائية، إضافة إلى تدمير المؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية والدينية والدفاع المدني، وتخريب الشوارع ومحطات الإرسال والاتصالات".


وأشار عليان إلى أنه "مع إعلان وقف إطلاق النار، وُضعت خطة للنهوض والتعافي، حيث تم تشكيل لجان لمتابعة الأعمال الأساسية، من فتح الشوارع إلى إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، وإزالة الألغام والقنابل غير المنفجرة. كما تم التركيز على فحص سلامة التربة والمياه، والتواصل مع الجمعيات المختصة لتقديم الدعم الاجتماعي والصحي والغذائي وتأمين الضروريات الأساسية للعودة التدريجية".


وفي ختام حديثه، ناشد عليان الدولة اللبنانية للإسراع في صرف التعويضات للمتضررين، ودعم إعادة الإعمار، إضافة إلى تعويض أهالي الشهداء والجرحى، حتى تتمكن المدينة من استعادة عافيتها والعودة إلى الحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن.

نداء الوطن

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3