خبر عاجل :

"لواء الشمال الديمقراطي" ودوره ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)

سامر الخطيب

2025.02.03 - 11:49
Facebook Share
طباعة

 المقدمة
يُعد "لواء الشمال الديمقراطي" أحد الفصائل العربية البارزة المنضوية ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتي تأسست عام 2015 كتحالف يضم مكونات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وغيرها.
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على دور "لواء الشمال الديمقراطي"، وتاريخه العسكري، وعلاقاته الإقليمية، بالإضافة إلى تأثيره في المشهد السياسي والعسكري شمال وشرق سوريا.


أولًا: التأسيس والتطور التاريخي
تأسس "لواء الشمال الديمقراطي" في محافظة إدلب عام 2013 تحت اسم "لواء القعقاع"، وتمركز في منطقة جبل الزاوية. لاحقًا، انضم إلى عدة تشكيلات عسكرية، منها "لواء أحرار سوريا" ثم "جبهة ثوار سوريا"، قبل أن يصبح جزءًا من "جبهة الإنقاذ" في أيار 2014.


مع احتدام الصراع بين الفصائل المختلفة، شارك "لواء الشمال الديمقراطي" في المواجهات ضد "جبهة النصـ.ـرة" (التي أصبحت لاحقًا "هيئة تحـ.ـرير الشام")، ما أدى إلى انسحابه من إدلب وانضمامه إلى "قسد" عند تشكيلها عام 2015. كان هذا الفصيل من أوائل التشكيلات العربية التي أعلنت دعمها للقوات الجديدة.


ثانيًا: الدور العسكري ضمن "قسد"
يُقدر عدد مقاتلي "لواء الشمال الديمقراطي" المنحدرين من إدلب بحوالي 4000 عنصر، وفقًا لقائده عبسي الطه، المعروف بـ"أبو عمر الإدلبي". شارك الفصيل في العمليات العسكرية التي شنتها "قسد" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داع ش) في شمال وشرق سوريا، وخاصة في معارك الرقة ودير الزور.


بالإضافة إلى ذلك، كان للوحدات التابعة للفصيل دور بارز في معارك منبج، حيث قاتلت إلى جانب "وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات التحالف الدولي لطرد داع ش من المنطقة. كما لعب الفصيل دورًا في تأمين الحدود مع تركيا، ما جعله هدفًا محتملاً للعمليات العسكرية التركية داخل سوريا.


ثالثًا: العلاقة مع دمشق ومستقبل "قسد"
صرّح قائد "لواء الشمال الديمقراطي" بأن "قسد" تسعى إلى تطوير علاقتها مع الحكومة السورية، مشيرًا إلى إمكانية الانضمام إلى "الجيش الجديد" في إطار هيكلية تشبه "الفيلق". إلا أن هذه المفاوضات تواجه عقبات، إذ أكد الطه أن أي تسوية يجب أن تشمل حل الخلافات المدنية وعودة النازحين، وليس فقط الاتفاق العسكري.


رابعًا: العلاقة مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي
تلعب الولايات المتحدة دورًا أساسيًا في دعم "قسد"، وهو ما انعكس على استمرار وجودها العسكري في شمال سوريا. على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الانسحاب، فإن الإدارة الأمريكية أكدت الحاجة إلى بقاء القوات الأمريكية لضمان عدم عودة داع ش.


"لواء الشمال الديمقراطي"، كجزء من "قسد"، يعتمد جزئيًا على الدعم الأمريكي، لا سيما فيما يتعلق بالتدريب العسكري والتسليح. ومع ذلك، فإن مستقبل الفصيل مرتبط بتطورات الموقف الأمريكي في سوريا.


خامسًا: التحديات والانقسامات الداخلية في "قسد"
تضم "قسد" مكونات عسكرية متعددة، بعضها تعرض للإقصاء أو التهميش بعد انتهاء المعارك ضد داع ش. ومن الفصائل العربية التي اختفت أو تقلص دورها داخل "قسد" بعد تهميشها من قبل "وحدات حماية الشعب"، "جبهة ثوار الرقة" و"الفرقة 90". ومع ذلك، يصر "لواء الشمال الديمقراطي" على استمراره ضمن "قسد"، مؤكدًا عدم وجود مخاوف حقيقية من انقسامات داخلية.


لكن بعض المراقبين يرون أن التوترات بين المكونات الكردية والعربية داخل "قسد" قد تؤدي إلى تغيرات في المشهد العسكري، خاصة مع احتمال انسحاب أمريكي أو العلاقة القوية بين دمشق وأنقرة.


الخاتمة
يُعد "لواء الشمال الديمقراطي" فصيلًا عربيًا مهمًا داخل "قسد"، حيث لعب دورًا عسكريًا بارزًا في محاربة داع ش وساهم في تحقيق استقرار نسبي في مناطق سيطرة "قسد". ومع ذلك، فإن مستقبله يعتمد على تطورات العلاقة بين "قسد" ودمشق، واستمرار الدعم الأمريكي، وكذلك على التوازنات الإقليمية والدولية في الملف السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8