يواصل العدو الصهيوني تصعيد خروقاته في الجنوب اللبناني، حيث تستمر عمليات القصف والتجريف والتدمير الممنهج للممتلكات في عدة بلدات حدودية، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 27 نوفمبر 2024.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن قوات العدو الصهيوني تواصل أعمال التجريف في حي المفيلحة – ميس الجبل، وذلك قبالة نقطة تمركز مستحدثة للجيش اللبناني. كما استهدفت مدفعية الاحتلال منطقة شعب القلب في أطراف بلدة شبعا بقذيفتين، مما زاد من حالة التوتر في المنطقة.
في سياق استمرار العدوان، أقدمت قوات الاحتلال على تدمير عدد من المحال التجارية والمركبات في بلدة برج الملوك، وأضرمت النيران في مزرعة لتربية الدواجن وتجميع البيض في منطقة تل النحاس، إضافةً إلى إحراق قصر عند أطراف بلدة طلوسة.
ولم يقتصر التصعيد على الممتلكات، بل امتد ليشمل استهداف المدنيين، حيث ألقت طائرة مسيّرة معادية قنبلة بالقرب من مدرسة في بلدة طلوسة أثناء تفقد إحدى العائلات لمنزلها. وفي حادث منفصل، استهدفت مسيّرة أخرى دراجة نارية عند أطراف طلوسة، مما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين بجروح طفيفة.
تم تسجيل انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك – مرجعيون، في حين استمر العدو في تنفيذ أعمال تجريف في بلدة الضهيرة الحدودية، في خطوة تهدف إلى تغيير معالم المنطقة الحدودية وفرض واقع جديد على الأرض.
كما نفّذ العدو الصهيوني عمليات تمشيط عسكرية من مواقعه في الجرداح وبركة ريشا باتجاه الأراضي اللبنانية، مما يعكس استمرار نواياه العدوانية رغم الدعوات الدولية للتهدئة.
وفي تطور خطير، أطلق جيش الاحتلال النار على مواطنين اثنين أثناء تفقدهما مزرعتهما عند مدخل قطمون في بلدة رميش، وذلك بعد أن تلقيا تطمينات من قوات "اليونيفل" بأن المنطقة آمنة.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن تنفيذ وحدات متخصصة عمليات تفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة الخيام وحقل القليعة – مرجعيون بين الساعة 11:30 والساعة 17:00، في إطار جهودها لحماية المدنيين من مخلفات العدوان.
كما يواصل أهالي الجنوب اللبناني تحركاتهم للعودة إلى قراهم وبلداتهم التي لا يزال العدو يحتلها، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يومًا للانسحاب، وفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. إلا أن الاحتلال لا يزال يماطل في الانسحاب، في خرق واضح للاتفاق، ما يدفع المواطنين للمطالبة بتحركات دولية أكثر صرامة لإجباره على الالتزام بالاتفاقيات.
يطرح هذا التصعيد المتواصل تساؤلات حول النوايا الإسرائيلية الحقيقية، خاصةً في ظل التقارير التي تتحدث عن مساعٍ إسرائيلية وأميركية لتمديد وجود الاحتلال في الجنوب اللبناني، تحت ذرائع أمنية وادعاءات واهية.
في المقابل، تؤكد المقاومة اللبنانية أنها لن تسمح ببقاء الاحتلال في أي شبر من الأراضي اللبنانية، وأنها مستعدة للرد على أي محاولة لفرض واقع احتلالي جديد.
يبدو أن الجنوب اللبناني مقبل على مرحلة مفصلية جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني، وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتلكؤ في تنفيذ الالتزامات الدولية. وفي ظل هذا التصعيد، تبقى خيارات الرد مفتوحة، سواء عبر التحركات السياسية والدبلوماسية أو عبر المقاومة الميدانية التي قد تُفرض كخيار وحيد في حال استمر العدو في استفزازاته.